×

قوله: «وهكذا حال هَؤُلاءِ المُرتَدِّين في هذه الفِتنَة» التي جرت في وقت المُؤَلِّف من غزو الجُيُوش لبِلاَد المُسْلمين، وما جرى على المُسْلمين من القتْل والتعذيب، وسلب الأموال، وانتهاك المحارم، وتخريب الديار، كل هذا ومن أجل الدِّين، فالجُيُوش هذه ما جاءت تريد دنيا مغرية؛ لأن بِلاَد نجد ليس فيها دنيا، وإنما جاءوا يريدون تدمير العَقِيدَة وتدمير الدَعْوة.

قوله: «غرّهم الشَّيطَان وأهمهم أنَّ الخَوْف عذر لهم في الرِّدَّة» الخَوْف ليس بعذر، لكن الإِكرَاه يكون عذرًا في موافقتهم بشرط أن يكون في الظَّاهِر لا في البَاطِن، وأما الخَوْف فليس عُذرًا.

وقوله: «وأنهم بمعرفة الحقِّ ومحبَّته والشَّهادة به لا يضرُّهم ما فعلوه» غرّهم علمهم أَيضًا وزكوا أنفسهم، وأمنوا على دينهم وقالوا: ليس علينا خطر، نَحْن نعرف الإِسْلام ونحبه ونشهد أن لا إله إلا الله وأن مُحمَّدا رسول الله، فلا يصرفوننا عنه.

قوله: «نسوا أنّ كَثِيرًا من المُشْركين يعرفون الحق ويحبونه ويشهدون به» هذا كما سبق وذكرنا نماذج من قوله تعَالى: ﴿فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ [الأنعام: 33]، وقول أبي طالب، وقول أبي جهل، واليَهُود والنَّصارَى، كلهم يعرفون الحق، قال تعَالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ [البقرة: 146].

فهم لم يكفروا بمُحمَّد صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم يجهلون أنه نبي الله، بل يعلمون أنه نبي الله، وهو موجود عندهم في التَّورَاة والإِنجِيل وأخبار الرُّسل


الشرح