×

هذا حصر﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ [المائدة: 55] هذا خبر معناه الأمر، أي: تولوا الله جل وعلا، ﴿وَرَسُولُهُۥ [المائدة: 55] مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ [المائدة: 55] هَؤُلاءِ الذين يجب على المسلم أن ينضم إليهم ويكون مَعهُم، ولو كانوا مُستَضعَفِين، ولو كانوا ليس في أيديهم قوة، يكون مع المُسْلمين على أي حالٍ كان عليه المُسلِمُون، ويرضى بالعيش مَعهُم والبقاء مَعهُم، يتولاهم ويحبهم ويناصرهم، وينتمي إليهم.

قوله: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ [المائدة: 55] هذه صفات المُؤْمِنين؛ لأن الإِيمَان: قولٌ واعتقادٌ وعمل، فليس الإِيمَان بالقلب فقط دون قول ودون عمل، ولا هو بالقلب واللسان دون عمل، ولا هو بالعَمَل دون الاعتقاد، إنما لا بُدَّ من الأُمُور الثلاثة: قولٌ واعتقادٌ وعمل، هذا هو الإِيمَان.

قوله: «فأخبر تعَالى خبرًا بمعنى الأَمر بولاية الله ورسوله والمُؤْمِنين، وفي ضمنه النَّهي عن موالاة أَعدَاء اللهِ ورسوله والمُؤْمِنين»؛ لأن الله قال:﴿إِنَّمَا. وهذا حصر، فالوَلاية محصورة بهَؤُلاءِ لا تخرج عنهم. قوله: «ثم أخبر تعَالى أن الغلبة لحزبه ولمن تولاهم: ﴿وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ [المائدة: 56] هذا وعدٌ من الله جل وعلا بأن الغلبة تكون لهَؤُلاءِ، وإن تأخرت للابتلاء والامتحان، فلا بُدَّ أن تكون العاقبة والغلبة لهم.


الشرح