×

 قوله: «ولا يخفى أي الحزبين أقرب إلى الله ورسوله، وإقامة الصَّلاة، وإيتاء الزَّكاة، أأهل الأَوثَان والقِبَاب والقحاب واللواط والخمور والمنكرات» يعني بذلك الغزاة الذين يقاتلون المُسْلمين في الدرعية وبِلاَد نجد وما تبعها، وهذه الصفات قد اعْتَرَف بها بَعْض جنودهم كما ذكر ذلك المؤرخ المصري عبد الرَّحمَن الجبرتي في تَارِيخه «عجائب الآثار» (3/ 341، 342)، وكان معاصرًا لتلك الحرب الظالمة؛ حيث قال: «ولقد قال لي بَعْض أكابرهم من الذين يدعون الصلاح والتورع: أين لنا بالنصر وأكثر عساكرنا على غير الملة، وفيهم من لا يتدين بدين، ولا ينتحل مذهبًا، وصحبتنا صناديق المسكرات، ولا يُسمع على أرضنا أذان، ولا تقام به فريضة، ولا يخطر في بالهم ولا خاطرهم شعائر الدِّين، والقوم إذا دخل الوقت أذن المؤذنون، وينتظمون صفوفًا خلف إمام واحد بخشوع وخضوع، وإذا حان وقت الصَّلاة والحرب قائمة أذن المؤذن، وصلوا صلاة الخَوْف، فتتقدم طائفة للحرب، وتتأخر الأخرى للصلاة، وعسكرنا يتعجبون من ذلك؛ لأنهم لم يسمعوا به فضلاً عن رؤيته، وينادون في معسكرهم: هلموا إلى حرب المُشْركين المحلقين الذقون المستبيحين الزِّنَا واللواط، الشاربين الخمور، التاركين للصلاة، والآكلين الربا، القاتلين الأنفس، المستحلِّين المحرمات، وكشفوا عن كَثِير من قتلى العسكر فوجدوهم غُلفًا غير مختونين، ولما وصلوا بدرًا واستولوا عليها وعلى القرى والخيوف، وبها خيار النَّاس، وبها أَهل العِلْم والصلحاء،


الشرح