الأول: نفاق
اعتقادي، وهو كفر بالله عز وجل لا يصدر من مُؤْمِن مثل الذي حصل من المُنَافقِين
في هذه الآية.
الثَّاني
نفاقٌ عملي، وهذا يصدر من بَعْض المُؤْمِنين بأن يتصف بصفة من صفات المُنَافقِين،
وهو لا يُخرج من الملة لكنه يُنقص الإِيمَان.
أما
النِّفَاق الاعتقادي فإنه يُخرج من الملة، وصاحبه كَافِر، لكن ربما يقول قائلٌ:
إذا كان كَافِرا فكيف يتركه الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ؟ فنقول: الرَّسُول صلى
الله عليه وسلم عاملهم بالظَّاهِر وَوَكل سرائرهم إلى الله جل وعلا، فمن ادّعى
الإِسْلام ونطق بالشهادتين وتظاهر بالإِسْلام نقبل منه، ولا نبحث عن عقيدته التي
في قلبه، ونَكِلُه إلى الله سبحانه وتعالى، فهُم مُسلِمُون في الظَّاهِر، ونَحْن
لم نؤمر بأن نبحث عمَّا في القُلوب؛ ولهذا قال: ﴿ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ﴾
[الحشر: 11] يعني: أظهروا الإِسْلام وأبطنوا الكُفْر، وهذا إسلامٌ معيشيٌّ وليس
إسلامًا دينيًّا، فالمُنافق يُسمَّى مسلمًا بحسب ظاهره، أما معرفة أنه مسلم في
البَاطِن فهذا إلى الله جل وعلا.
قال
سُبحَانَه: ﴿يَقُولُونَ
لِإِخۡوَٰنِهِمُ﴾ [الحشر:
11] سمى الكفَّار إخوانًا لهم، وهذا فيه أن من وعد الكفَّار بأنه يناصرهم وأنه
يكون مَعهُم فإنه يرتد، ويكون من إخوان الكفَّار؛ لأن الله حكم على هَؤُلاءِ
بالكُفْر وسمَّاهم إخوانًا لليهود؛ لأن الله قال: ﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ﴾ [الحشر: 11] من اليَهُود، وقال: ﴿مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ﴾ [الحشر: 11]؛ لأنه ليس كل أهل الكِتَاب كفارًا بل منهم
مُسلِمُون، قال تعَالى: ﴿وَإِنَّ
مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ
وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ خَٰشِعِينَ لِلَّهِ لَا