×

فلهذا يجب أن يحذر الإِنْسَان من الكَلام الذي يُخرجه من الدِّين، وإن لم يفعل، فكيف إذا فعل ونفّذ؟

قوله: ﴿لَئِنۡ أُخۡرِجُواْ لَا يَخۡرُجُونَ مَعَهُمۡ وهذا وقع، لما أُخرِج اليَهُود من المَدينَة لم يخرج مَعهُم المُنَافقُون، ﴿وَلَئِن قُوتِلُواْ لَا يَنصُرُونَهُمۡ لما حاصرهم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لم ينضموا إلى اليَهُود ليدافعوا عنهم، إنما تخلوا عنهم؛ لأنهم جبناء لا يقدرون على لقاء المُسْلمين أبدًا؛ لأن الجبن قد خلع قُلُوبهم والعِيَاذ باللهِ، ﴿وَلَئِن نَّصَرُوهُمۡ لَيُوَلُّنَّ ٱلۡأَدۡبَٰرَ، لو تظاهروا بالنُّصرة وجاءوا مَعهُم إذا بدأت الملحمة فرّوا وولوا الأدبار؛ لأنهم جُبناء لا يستمرون في القتال، ﴿ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ [الحشر: 12]، فهم كذبوا في مواعيدهم.

والشاهد من الآية واضح: أن مَنْ مالأ الكفَّار على المُسْلمين، ووعدهم بالنُصرة والانضمام إليهم، فإنه يرتد عن الإِسْلام بمجرد الوعود، فكيف بالذي ينفذ ويفعل ما يقول؟

وهذه الآية يؤخذ منها أن هَؤُلاءِ الذين في وقت الشَّيخ رحمه الله هم من هذا النوع والعِيَاذ باللهِ؛ لأنهم ذهبوا إلى أَعدَاء التَّوحِيد، وتصالحوا مَعهُم على أن يغزوا بِلاَد المُسْلمين وأن يساعدوهم، ولم يكتفوا بالقول، بل هم أشد من المُنَافقِين؛ لأنهم نفّذوا وعدهم لأَعدَاء التَّوحِيد، وصاروا يقاتلون مَعهُم، ويحملونهم، ويُدلونهم على الطَّريق، فدلّ على ردّتهم بهذا العَمَل والعِيَاذ باللهِ.

قوله: «فعقد تعَالى الأخوة بين المُنَافقِين والكفَّار» وهذا كافٍ في الحكم بردّتهم، وخروجهم من الدِّين.


الشرح