قوله
تعَالى: ﴿لَّا
تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ﴾ [المجادلة: 22]، أي: يوم القيَامَة الذي هو وقت البعث
والنشور والجزاء والحساب، الذي يؤمن باليوم الآخر لا يحب الكَافِرين؛ لأنه يؤمن
بأنه سيُحاسب يوم القيَامَة على محبته للكفَّار وسيكون مَعهُم في النَّار وفي
الحَدِيث «مَنْ أَحَبَّ قَوْمًا حُشِرَ
مَعَهُمْ» ([1])
وحَدِيث «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ»
([2])
قال: ﴿وَلَوۡ كَانُوٓاْ
ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ﴾
[المجادلة: 22] أي: أصولهم أو فروعهم، فالقرابة لا دخل لها في الوَلاء والبَراء،
ولو كانوا من أقرب النَّاس إليك، وليس أحد أقرب إليك من أبيك أو ابنك، فإن كانا
كَافِريْن فلا تحبهما، قال تعَالى: ﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ
إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا
بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ
وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ
تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ﴾
[الممتحنة: 4] ما داموا لم يؤمنوا بالله وحده فلا مجال لمحبتهم.
وإِبرَاهِيم
عليه السلام لما تبين له أن أباه كان عدوًّا لله تبرأ منه، قال تعَالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ
إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا
تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ
لَأَوَّٰهٌ حَلِيمٞ﴾ [التوبة:
114].
ونوح عليه السلام لما قال: ﴿رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِي مِنۡ أَهۡلِي﴾ [هود: 45]، قال الله تعَالى له: ﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحٖۖ﴾ [هود: 46]،
([1]) أخرجه: الحاكم رقم (4294)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) رقم (749).