×

وفي قراءة: ﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحٖۖ فَلَا تَسۡ‍َٔلۡنِ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۖ [هود: 46] عند ذلك استغفر نوح ربه وقال: ﴿رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡ‍َٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [هود: 47]، فهذا إِبرَاهِيم تبرأ من أبيه، وهذا نوح - أَيضًا - أخبره الله أن ابنه من النسب ليس من أهله المُؤْمِنين الموعود بإنجائهم من الغرق؛ لأنه كَافِرٌ، وأنكر عليه أنه خاطب الله أن ينجيه من الغرق.

قال تعَالى: ﴿أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ [المجادلة: 22] لما ذكر الأصول ذكر الحواشي وهم الإخْوَةُ من النسب، ولا شك أن أخاك من النسب ألصق النَّاس بك، بل هو عضدك عند الملمات؛ كما قال تعَالى لمُوسَى: ﴿سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ [القصص: 35]، لكن إذا كان أخوك كَافِرًا فإنك لا تتولاه ولا تحبه.

قال تعَالى: ﴿أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ [المجادلة: 22] يعني: قبيلتهم، فتتبرأ منهم ولو كانوا قبيلتك، فلا تحبهم؛ لأن الله لا يحبهم، ولا يَجُوز أن تحب من يبغضه الله عز وجل.

فلا يَجُوز محبَّة الكفَّار بوجه من الوجوه، وعلى أي شيء يُحبون؟ يحبون على الكُفْر والشِّرك ومعاداة المرسل؟! ما أبقوا للمحبَّة مكانًا، والقرابة وحدها لا تسوغ المحبَّة، فأنت تحب المُؤْمِنين ولو كانوا غير أولي قربى، قال تعَالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ [المائدة: 55]، وقال: ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ [الحشر: 10].


الشرح