×

ومن العجيب أن بَعْض النَّاس يعادي أَهل الإِيمَان ويحب أهل الكُفْران، وهذا من انتكاس الفطرة.

فدلَّت هذه الآية الكَرِيمَة على أنه لا تجوز محبَّة الكَافِر ولو كان أقرب قريب إليك، فكيف إذا كان ليس من أقاربك؟ فهذا مِن بَابِ أولى، والله جل وعلا يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ وَإِخۡوَٰنَكُمۡ أَوۡلِيَآءَ إِنِ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡكُفۡرَ عَلَى ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ [التوبة: 23]، ويقول جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ يُخۡرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمۡ أَن تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمۡ إِن كُنتُمۡ خَرَجۡتُمۡ جِهَٰدٗا فِي سَبِيلِي وَٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِيۚ تُسِرُّونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَأَنَا۠ أَعۡلَمُ بِمَآ أَخۡفَيۡتُمۡ وَمَآ أَعۡلَنتُمۡۚ وَمَن يَفۡعَلۡهُ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ [الممتحنة: 1]، فهذا دليل واضح على أنه لا تجوز محبَّة الكَافِر بوجهٍ من الوجوه.

أما التَّعامُل مع الكَافِر في المباح - كما سبق - فهذا ليس مِن بَابِ المحبَّة، وإنما هو مِن بَابِ تبادل المصالح والمنافع التي أباحها الله سبحانه وتعالى، فلا يُخلط هذا مع هذا؛ لأن بَعْض المغرضين أو الجُهَّال يحتج بقوله تعَالى: ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ [الممتحنة: 8] على أنه تجوز محبَّة الكفَّار، والآية ليست في هذا، إنما هي في المكافأة على المعروف الذي بذلوه مع المُسْلمين، ولا يدل هذا على محبتهم، وإنما هو مِن بَابِ رد الجميل فقط، والتَّعامُل المباح في الدُّنيا.


الشرح