ومحبَّة الدُّنيا ليست عذرا للإِنْسَان أنه يقيم
في بِلاَد الكفَّار، ويستحسن العيش فيها لما فيها من وظائف وزخرف الدُّنيا.. وغير
ذلك، فلا يَجُوز للإِنْسَان أنه يبقى ويُساكن الكفَّار ويجاورهم، ويكون تحت نظامهم
وتحت سلطتهم وإمرتهم، ويُكثِّر سوادَهم، لا يَجُوز إلا في حالة العذر.
قوله:
«مثلهم»، أي: مَن ساكنهم واجتمع
مَعهُم وصار مثلهم في الحكم.
قوله:
«فكيف بمن أظهر لهم المُوافقَة على دينهم»
إذا كان هذا فيمن اجتمع مع المُشْركين وسكن في بِلاَدهم وترك الهِجرَة من غير عذر،
أنه يكون مثلهم يوم القيَامَة، فكيف بالذي ساعد المُشْركين الغزاة على المُسْلمين،
وقد أتى بهم، ونقلهم، وفتح لهم الطَّريق، وشاركهم في قتال المُسْلمين؟ لا شك أن
هذا أشد.
قوله:
«وآواهم» أي أسكنوهم في بيوتهم أو في
محلاتهم، ولو بالإيجار، فلا يَجُوز له أن يؤجرهم؛ لأنهم غزاة.
قوله:
«فإن قالوا: خفنا!. قيل لهم: كذبتم»؛
لأنكم في بلد المُسْلمين ومع المُسْلمين.
قوله
تعَالى: ﴿وَمِنَ
ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا﴾
[العنكبوت: 10] هذا في حال السعة يُظهر الإِيمَان، فإذا جاءت الفِتنَة والابتلاء
والامتحان ﴿جَعَلَ
فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ﴾
[العنكبوت: 10] ففر من الفِتنَة التي تجري عليه من الكفَّار إلى ما هو أشد منها
وهو عذَاب الله عز وجل فأي الأمرين أشد: أن يصبر على الفِتنَة مدة يسيرة وتنقضي،
أو أن يذهب إلى جَهنَّم ويخلد فيها؟ نعم