×

 فِتنَة النَّاس ينال منها مَشقَّة وأذى وألم، ولكن يجب أن يصبر على دينه، وهي فترة وجيزة وتنجلي، لكن عذَاب الآخِرَة لا ينجلي ولا يزول، فإن مَسَّك ضُرٌّ من الكفَّار فتذكر الضر الذي يمسَّك من النَّار وهو أشد، لتصبر على دينك.

قوله: «فلم يعذر تبارك وتعالى من يرجع عن دينه عند الأذى والخَوْف» بل أمره أن يصبر على ذلك.

قوله: «فكيف بمن لم يصبه أذى ولا خَوْف»؛ بل يلتقي العَدُو قبل أن يأتيه أذى وقبل أن يأتيه خَوْف، لما سمع أنهم يعزمون على الهُجُوم على المُسْلمين، ذهب يتلقاهم ويساعدهم ويبين لهم الطرق وأسرار المُسْلمين.

قوله: «وإنما جاء إلى البَاطِل محبَّة له وخَوْفًا من الدَّوَائِر»؛ كما قال الله في المنافقِين: ﴿فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ [المائدة: 52]، يعني: في الكفَّار، يتسابقون في مودة الكفَّار، وإرضاء الكفَّار ﴿يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ [المائدة: 52] بأن تصير الدائرة على المُسْلمين وينتصر الكفَّار، يريدون أن تكون لهم يدٌ مع الكفَّار إذا تغلبوا على المُسْلمين، هذه حنكتهم وسياستهم؛ كأنهم لا يثقون بالله، ولا يُحسنون الظَّن به عز وجل.

قوله: «والأدلة على هذه كَثِيرة. وفي هذا كفاية لمن أراد الله هدايته» لما فرغ من إيراد الأدلة، قال: الذي ذكرت فيه كفاية، والأدلة في القُرْآن والسُّنَّة أكثر من هذا، لكنه أورد هذه الأدلة كتذكرة أو نموذج أو تنبيه على هذا الأَمر الخطير، حتَّى ينتفع بها أَهل الإِيمَان. وأما أهل


الشرح