في الجَنَّةِ،
فالإكثارُ من ذِكرِ اللهِ لا حَدَّ له، كل ما أمْكنكَ أنَّك تُكثِرُ أكْثِر من
ذِكرِ اللهِ عز وجل.
اللهُ جل وعلا يقول:
﴿ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرٗا كَثِيرٗا﴾ [الأحزاب: 41]، ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [الأنفال: 45]، ومن علامة
الإيمانِ كَثرَةُ ذِكرِ اللهِ، ومن عَلامَةِ النِّفاقِ قِلَّة ذِكر اللهِ، قال
اللهُ في المنافقين: ﴿قَامُوٓاْ
إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ
ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [النساء: 142]، فقلَّةُ الذِّكرِ من علاماتِ النِّفاقِ،
وكثرَةُ ذِكرِ اللهِ من علاماتِ الإيمَانِ، فإذا كُنتَ تُريدُ كَثرَة الكَلامِ
فليكن بذِكر اللهِ، بالتَّسبيحِ بالتَّهليلِ بالتَّكبيرِ بالتَّحميدِ بتلاوَةِ
القُرآنِ، وهذا أفضلُ الذِّكرِ، بتعليمِ العِلمِ النَّافعِ، والإصلاح بين
النَّاسِ، بالمَوعظَةِ والأمر بالمَعروفِ والنَّهي عن المُنكر، مجالاتٌ كثيرة
لذِكرِ الله عز وجل.
«قَسَاوَةٌ لِقَلْبِ
الفَتَى»؛ هذا أوَّلُ مَفاسِد فُضولِ الكَلامِ، أنَّه يُقسِّي القَلبَ، فإذا كَثرَ
كَلامُ الإنسانِ بِغيرِ ذِكرِ اللهِ فإن هذا يُقسِّي قَلبَه؛ لأنه يُغْفِلُه عن
ذِكرِ اللهِ، وإذا غَفلَ عن ذِكرِ الله قَسا قَلبُه، وأبعدُ القُلوبِ من اللهِ
القَلبُ القَاسي، الذي لا يَلينُ لِذكر اللهِ سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ
ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ
عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ﴾ [الحديد: 16]، ﴿ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم
مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ﴾ [البقرة: 74].
فالقلبُ يَقسو وهو
لَحمَةٌ لَيِّنةٌ، ولكنَّه يَقسو ويَقسو حتَّى يكونَ أشَدَّ قَسوَةٍ من الحَجَرِ،
هذا بنص القُرآنِ: ﴿ثُمَّ
قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ﴾؛
الصفحة 2 / 626