×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

السَّلامُ والمُصافَحةُ والاستِئْذانُ

*****

 السَّلامُ أَمرُهُ عظِيمٌ. السَّلامُ: وهو التَّحِيَّةُ بَينَ المُسلمِينَ. قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلاَمَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ» ([1])، وقالَ: «لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، ألاَّ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ» ([2])، فالسَّلامُ أَمْرُهُ عظِيمٌ، وأَثَرُهُ عَظيمٌ، ويُذْهِبُ الوَحْشَةَ بَينَ المُسلمِينَ، وَيَزْرَعُ المَودَّةَ بينَ المُسلمِينَ، فيُشْرَعُ، وَيُتَأَكَّدُ إِفشاؤُهُ بَينَ المُسلمينَ، إِذَا لَقِيتَ أَخاكَ المُسلِمَ فَسَلِّمْ علَيهِ، سَواء عَرفْتَهُ أو لمْ تعْرِفْهُ، بِمُجَرَّدِ ما تَلقاهُ فَسَلِّمْ عليهِ. والابتداءُ بالسَّلامِ سُنَّة مُؤكَّدَة، ورَدُّهُ واجِبٌ، قالَ اللهُ جل وعلا: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَسِيبًا [النساء: 86]، فالسلامُ أَمْرُهُ عَظِيمٌ بَينَ المُسلمِينَ، ولا يُستبدَلُ بألفاظٍ غَيْرِ السَّلامِ، لا يُقال: مَرْحبًا، أو كيفَ أَصبَحْتَ، بلْ يَقُولُ: السَّلامُ عَليكُم. ويقُولُ الآخَرُ: وَعليكُمُ السلام. وَإِنْ زادَ فقالَ: ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، فهذا أحسَنُ وإلاَّ عَلَى الأقلِّ فَيردُّ مِثل ما ابتدئ به، فَيقول: وعليكم السَّلامُ، هذا واجِبٌ.

فالسلامُ يكونُ عِندَ اللِّقاءِ، وَيكُون عِندَ الاستِئْذانِ، أَيضًا عِندَما تُريدُ الدُّخولَ عَلَى مَحلٍّ فإنَّك تُسَلِّمُ، وَتَستأذِن، قال تَعالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ


الشرح

([1] أخرجه: الترمذي رقم (2485)، والحاكم رقم (7277)، والطبراني في «الأوسط» رقم (5410).

([2] أخرجه: مسلم رقم (54).