حُكْمُ
الأَكْلِ وَالمَسَاجِد
وَيُكْرَهُ
نَفْخٌ فِي الغَدَا وَتَنَفُّسٍ *** وَجَوَلاَنِ أَيْدٍ فِي طَعَامٍ مُوَحَّدِ
فَإِنْ
كَانَ أَنْوَاعًا فَلاَ بَأْسَ بِالذِي *** نُهِيَ فِي اتِّخَاذٍ قَدْ
عُفِيَ فِي التَّعَدُّدِ
*****
هذا بيانُ آدابِ
الأكْلِ، وأحْكامِ المَساجِد.
يُكرهُ التَّنفُّسُ
في الغَدَاءِ، يعني الطَّعامَ؛ لأنَّ هذا يُكَرِّهُه على الآخَرِين، فَلا يَنفُخ
في الطَّعامِ إلاَّ إن كان حارًّا وهُو خاصٌّ به، فهنا لا بأسَ أن يَنفُخَه من أجل
تَبرِيده، وأما إذا كان مُشتَركًا، أو ليس حَارًّا فيُكره أن يَنفُخ فيه.
وكذلك يُكْرَه
جَولانُ الأيْدِي في الطَّعامِ المُوحَّدِ، بل يأكل ممَّا يليهِ ولا تجول يده
أمامَ الآخَرينَ في الطَّعامِ لقوله صلى الله عليه وسلم: «يَا غُلاَمُ، سَمِّ
اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» ([1])، هذا إذا كان
الطَّعامُ مُوحَّدًا؛ يعني من نَوعٍ وَاحدٍ، أما إذا كان الطعام من أنْواعٍ فلا
بأس أن يأكل ممَّا يُريدُ، مما يليه ومما لا يَليهِ، كالتَّمر مَثلاً
والفَاكِهَةِ.
إذا كان المأكُولُ مُنوَّعًا فلا بأسَ، فلا يَقتَصرُ على ما يلِيهِ، بل يأكلُّ ممَّا طابَ له، ويَتتَبَّع ما طابَ له؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لما قُدِّمَ إليه شَيءٌ مُنوَّعٌ كان يتتبع صلى الله عليه وسلم المَواضِع التي يُريدُها، وقال للحاضِرينَ: «إِنَّهُ لَيْسَ نَوْعًا وَاحِدًا» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5376)، ومسلم رقم (2022).
الصفحة 1 / 626