وَإِيَّاكَ
شُرْبًا لِلخُمُورِ فَإِنَّهَا *** تُسَوِّدُ وَجْهَ العَبْدِ فِي اليَوْمِ مَعَ غَدِ
*****
من هذه المَحاذير
فإنها مُباحة كَسائِر الألعابِ التي للتَّسلِية أو لتقوِيَة البدن.
الخمور: جمع خَمْر،
والخَمرُ في اللُّغةِ ما غطى العَقلَ، سُمِّي خَمرًا؛ لأنه يغطي العَقلَ،
والتَّخميرُ هو التَّغطيَةُ فسُمي المسكِرُ خَمرًا؛ لأنه يُغطي العَقلَ الذي ميزَ
اللهُ به الإنسان على غَيره، وجعله مناطَ التَّكليفِ والعِبادةِ والتَّفكُّر في
آيات الله، والعقْلُ نِعمَة عَظيمَةٌ من اللهِ عز وجل منحه هذا الإنْسانَ، فلا يَجوزُ
العبثُ به، ولهذا جعل الشارِعُ المُحافظَةَ عليهِ من المحافَظَةِ على الضَّروراتِ
الخَمسِ التي هي: الدِّينُ، والنَّفسُ، والعَقلُ، والعِرضُ، والمالُ. هذه هي
الضرورات الخمس.
الدينُ: ولذلِكَ شَرعَ
اللهُ حدَّ المُرتدِّ؛ لئلا يُتلاعَبَ بالدِّينِ.
والنفْسُ: ولهذا شَرعَ اللهُ
القِصاصَ على من قَتلَ عَمدًا عدوانًا حِفظًا للنفوس.
والعقْلُ: ولهذا شَرعَ الله
حدَّ الخَمرِ على شُربِ الخَمر.
والعرضُ: ولهذا شرع الله
حَدَّ القَذفِ لمن قذف المحصناتِ والمُحصَنينَ بالزِّنا.
والمالُ: شرع الله قَطعَ
يدِ السَّارقِ حفظًا للمال، هذه تسمى الضَّروراتِ الخَمس التي رَتَّب الشارع
الحُدودَ على من انتَهَكَها، ومنها العَقلُ فلا يجوز للإنسان أن يَنتَهِك عقلَهُ،
وأن يتعاطى شَيئًا يُخلُّ بِعقلِه؛ لأن العَقلَ أعْظمُ مَيزَة في الإنسان فإذا خلا
الإِنسانُ من العقْلِ فالحَيوانُ خيرٌ منه.
الصفحة 1 / 626