×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

فَالآنَ نَبدَأ بِنَظْمِه رحمه الله :

بسم الله الرحمن الرحيم

قَالَ الشَّيخُ النَّاظمُ الفَقيهُ أبو عبْدِ اللهِ مُحَمَّد بن عبد القَويِّ المِرْدَاوِي رحمه الله تعالى :

بِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ أُنْهِي وَأَبْتَدِي *** فَحَمْدُكَ فَرْضٌ لاَزِمُ كُلِّ مُوجَدِ

*****

ابتداءُ المُصنَّفاتِ والنَّثرِ والنَّظمِ بالحمدِ للهِ، سُنَّةٌ نَبويَّةٌ، فكان صلى الله عليه وسلم يَبتَدِئ خُطبَه بالحَمدِ للهِ والثَّناءِ على اللهِ، والمُصحفُ الشَّريفُ مَبدوءٌ بِالحمد للهِ ربِّ العالَمينَ، فَتَبدأ المُصنَّفات بِبسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، ثُمَّ بالحَمد للهِ ربِّ العالَمينَ، هذا هو السُّنَّة.

ولذلك بدأ النَّاظمُ نَظمَه بالحَمدِ للهِ، قال: «بِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ أُنْهِي وَأَبْتَدِي»؛ يَبتَدِي بالحَمدِ للهِ ويَنْتَهِي بالحَمدِ للهِ.

والحمْدُ: هو الثَّناءُ على اللهِ جل وعلا بما هو أهْلُهُ، واللهُ جل وعلا يُحمَدُ لذاتِهِ ولأسْمائِهِ وصفاتِهِ ولأفعالِهِ، فهو المَحمودُ على كُلِّ حَالٍ، وجَميعُ المَحامدِ له سبحانه وتعالى، وقد ابتَدَأَ الخَلقَ بالحَمد للهِ: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ [الأنعام: 1]، وَتَنتَهي الدُّنيا بالحَمدِ للهِ: ﴿وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِيلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الزمر: 75]، والله جل وعلا له الحمدُ في الأولى والآخِرَة، تَحمَدُه كلُّ المخلوقاتِ وتُثني عليه بما هو أهلُه؛ لأنه المُنعِم بجميع النِّعَمِ، فله الحمد كله.

«فَحَمْدُكَ فَرْضٌ»؛ فحمْدُ اللهِ جل وعلا فَرضٌ: أي واجِبٌ على «كُلِّ 


الشرح