الرِّبَا
وَالقَرْضُ وَالوَقْفُ وَالعِتْقُ
*****
هذه أربعةُ أبواب،
أما الرِّبا: فهُوَ في اللُّغةِ: الزِّيادَة والارْتفاعُ، قال تعالى: ﴿ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ﴾ [فصلت: 39] ؛ يعني
الأرضُ إذا جاءَها المَطرُ ارتَفعَت، ومنه الرَّبوَة وهي المكانُ المُرتفِع، ويربو
مَعناه يَزيدُ ويرتَفعِ.
وأمَّا في الشَّرعِ
فالرِّبا: هو: الزِّيادَةُ في أموالٍ مَخصوصَةٍ. وهو على نوعين: رِبَا نسيئَةٍ،
وربا فَضلٍ، وكلاهما محرَّمٌ شَديدُ التَّحريمِ، وربا النَّسيئَةِ أشَدُّ، وربا
الفَضلِ وسِيلَةٌ لرِبا النَّسيئَةِ، فالأصل ربا النَّسيئَة، وربا الفَضلِ
وسِيلَةٌ إليهِ.
وقد حرَّمَ اللهُ
الرِّبا بنوعَيهِ، أما ربا النَّسيئَةِ فجاء تحريمُه في الكتاب والسُّنَّةِ، وهو
أن يبيع النُّقودَ بِنقودٍ أكْثَر منها، أو يَبيعَ الطَّعام بِطعامٍ أكثرَ منه
حَالًّا أو مؤجلاً، فإن كان حالًّا فهو ربا فَضلٍ، وإن كان مؤجلاً فهو ربا نَسيئةٍ
وربا فَضلٍ، يجتمع فيه الأمرانِ، وإن باع ربويًّا بجنسِهِ متساويًا لكنه مُؤجَّلٌ
فهو ربا نَسيئَةٍ. كذلك بقية الأصناف التي جاء تحريم الرِّبا فيها في السُّنَّة.
والربا من استحلَّه
كُفِّر؛ لأنه مُكذِّبٌ للهِ ولرسُولِه ولإجماع المسلمين. ومن أكلَهُ ولم يستحِله
فهو مُرتَكبٌ لكبيرَةٍ من كَبائِرِ الذُّنوب، ويُعتَبر فاسقًا، وقد توعَّدَ اللهُ
عليهِ بأنواعٍ من الوَعيدِ كما في آخر «سورة البقرة»: ﴿ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا
يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ﴾ [البقرة: 275] إلى
قوله تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ
يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 281]، في
الصفحة 1 / 626