×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

النِّكَاحُ وَعِشْرَةُ الزَّوجة وآداب الجماع والقسم

****

 من سُنَّةِ الله جل وعلا الكَوْنِيَّةِ أنَّه خَلَقَ الزَّوجين الذَّكر والأنثى من كلِّ شَيْءٍ، قال تعالى: ﴿وَمِن كُلِّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَيۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ [الذاريات: 49] تتذكَّرون أنَّ خَالِقَ الأزواج هو الله جل وعلا اللهُ؛ فَرْدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ.

فخالق الأزواج هو الله جل وعلا قال تعالى: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ وَمِنۡ أَنفُسِهِمۡ وَمِمَّا لَا يَعۡلَمُونَ [يس: 36] اللهُ جل وعلا من حكمته أن خلق من كلِّ شيء زَوْجَيْنِ؛ من أَجْلِ أن يَحْصُلَ التَّوالُدُ بين الزَّوْجَيْنِ، ويبقى النَّوْعُ؛ من كُلِّ شَيْءٍ حتَّى في النَّباتات والأشجار والحيوانات، والطُّيور، والسِّباع والوحوش.

كلُّ شيء تجد أنَّ الله خَلَقَ منه زوجين الذَّكَرَ والأنثى، وهذا يُلَقِّحُ هذا، وينتج عن ذلك بقاء الجنس والنَّوْعِ ويستمرُّ إلى أن يشاء الله سبحانه وتعالى.

ومن ذلك بَنُو آدم؛ خَلَقَ الذَّكر والأنثى من بني آدم من أجل بقاء الإنسان؛ لئلاَّ يَنْقَرِضَ.

وَرَكَّبَ الشَّهْوَةَ في الذُّكور وفي الإناث، لو لم يكن هناك شَهْوَةٌ ما حصل اجْتِمَاعٌ وَتَزَاوُجٌ.

فَمِنْ حِكْمَتِهِ أن ركَّب الشَّهوة في الذَّكر والأنثى، وَشَرَعَ سبحانه وتعالى أن تُصْرَفَ هذه الشَّهْوَةُ فيما يفيد وينفع، ولا تضيع وَتُهْدَرُ فيما يكون ضَرَرًا على المجتمع.

فهذه الشَّهْوَةُ إذا حُفِظَتْ وَصُرِفَتْ في مَصْرِفِهَا، أَنْتَجَتْ خَيْرًا للبشريَّة، وإذا صُرِفَتْ في غَيْرِ مَصْرِفِهَا الشَّرْعِيِّ، أَنْتَجَتْ دَمَارًا للمجتمع.


الشرح