الصَّلاَةُ
وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا، وَمَنْ جَحَدَهَا أَوْ جَحَدَ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ
الإِسْلاَمِ، أَوْ جَحَدَ رُبُوبِيَّةَ اللهِ تَعَالَى، أَوِ اسْتَهْزَأَ بِهِ
أَوِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ
عَلَى
الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ حَافِظْ فَإِنَّهَا *** لآََكَدُ
مَفْرُوضٍ عَلَى كُلِّ مُهْتَدِي
*****
لما فرَغَ من ذِكرِ
الذُّنوبِ الكَبائرِ التي هي دُونَ الكُفرِ والشِّركِ، ذكر بعد ذَلكَ أسْبابَ
الرِّدَّة، وأسبابَ الخُروجِ من الإسلامِ حتَّى يَحذَرَها المُسلِم ويتجَنَّبَها؛
لأن هَذه أشَدُّ مِن الذُّنوب التي سبق ذِكرُها؛ لأنَّها من أنْواعِ الرِّدَّة
والكفر بالله عز وجل من بعد الإيمان به.
479 الصَّلواتُ
الخَمسُ في اليومِ واللَّيلَةِ هي الرُّكنُ الثَّاني من أركانِ الإسْلامِ بعد
الشَّهادَتين وهي عَمودُ الإسلامِ، وهي أوَّلُ ما يُحاسب عنْهُ العَبدُ يوم
القيامة من عَملِه، قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ
وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾ [العنكبوت: 45]، وقال تعالى: ﴿ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ﴾ [البقرة: 153]،
وقال تعالى: ﴿حَٰفِظُواْ
عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ [البقرة: 238]،
وقال تعالى: ﴿وَأَقِيمُواْ
ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ﴾ [البقرة: 43]،
فالصَّلواتُ الخَمسُ هي آكدُ فَرائضِ الإسْلام بعد التَّوحيدِ، ولذلك صارَتْ هِيَ الرُّكنُ
الثَّاني بعد الشَّهادَتين، وفرضها الله على نَبيِّه صلى الله عليه وسلم ليلةَ
المِعرَاج فوقَ السَّماوات من غير واسِطَةٍ بينه وبين نَبيِّه محمد صلى الله عليه
وسلم، وبقِيَّةُ الشَّرائعِ تَنزلُ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو في الأرض
بواسطة جبريل.
والصلاة فُرضت على الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وأُمَّتِه في مَكَّة، بينما بقية الفَرائض
الصفحة 1 / 626