فُرضت في المدينَةِ
بعد الهِجرَة، هذا دليلٌ على أهميَّةِ الصلاة التي تَساهَلَ فيها كَثيرٌ من
النَّاس اليوم إلاَّ من رحم الله عز وجل.
وكثيرٌ كثيرٌ من
أبناءِ المُسلِمينَ لا يَحضُرون الصَّلاةَ، بل بعضهم لا يُصلِّي أبدًا لا في
البيتِ ولا في المَسجِد، يَعيشُ ويَموتُ ما صلَّى للهِ ركْعَةً، حتى قال بعضهم:
إِنَّ بعضَ الناسِ لا يدخُلُ المَسجِد إلاَّ وهو مَحمولٌ على النَّعشِ من أجل أن
يُصلَّى عليه، لا يدخُلُه ليصلِّي كُلَّ حَياتِه، وكلُّ حياتِه لا يعرف المَسجِد
ولا يدخل في المَسجِد، كيف يكون هذا مُسلمًا، إذا كان هذا عمله مع الصَّلاةِ فكيف
ببقيَّةِ أمورِ الدِّين، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾ [العنكبوت: 45]،
وهذا ما عنْدَهُ شيءٌ ينهاهُ عن الفَحشاءِ والمُنكَرِ، فلا يتورع عن ذَنبٍ ولا عن
مَعصيَةٍ ما دام إنه لا يُصلي والعياذ بالله، مِفتاحُ الكُفرِ تَركُ الصَّلاةِ،
أما الذي يُحافِظُ على الصَّلاةِ فإن الصَّلاةَ تنهاه عن الفحشاءِ والمُنكرِ، وإذا
وَقعَ في مَعصِيَةٍ بَادرَ إلى التَّوبَة؛ لأن الصَّلاةَ تنهاهُ عن الفَحشاءِ
والمُنكَر.
والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لما بعَثَ معاذًا إلى اليَمنِ قال له: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَة أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ» ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1458)، ومسلم رقم (196).