×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

«النَّهْيُ عَنِ التَّنْجِيمِ وَالسِّحْرِ وَالتَّعْزِيمِ»

*****

 «النَّهْيُ عَنِ التَّنْجِيمِ وَالسِّحْرِ وَالتَّعْزِيمِ»؛ هذه الأمورُ الثَّلاثَةُ، مُخلِّةٌ بالعَقيدَةِ، والتَّنجيمُ: هو نِسبةُ الحَوادثِ الأرضِيَّةِ إلى النُّجومِ، فما يحدُثُ في الأرضِ يُقالُ سببُهُ طُلوع النَّجم أو غُروبُ النجمِ، وهو حَرامٌ وشركٌ وكفرٌ باللهِ عز وجل، فلا يَجوزُ نسبةُ الحَوادثِ في الأرْضِ إلَى النُّجوم، فإنْ كَان يُعتَقدُ أن النَّجمَ هو الذي أحدَثَ هذا الشَّيءَ فهذا كُفرٌ أكبرُ يُخرج من الملَّةِ، وإن كان يعْتقدُ أن المُسبِّبَ هو اللهُ جل وعلا وأنَّه هو الذي أحدثَ هذا الشَّيءَ، والنَّجم إنَّما هُو سببٌ فهَذا شركٌ أصغَر؛ لأنَّ اللهَ لم يَجعلِ النُّجوم سببًا للحَوادثِ، فالنُّجوم مُسخَّرات بأمرِ الله جل وعلا، لمَصَالح البَشر لثلاثَة أمُور:

الأوَلُّ: زِينةٌ للسماءِ.

الثَّاني: رُجومًا للشياطين. الثَّالثُ: علامات يُهدَى بِها.

هَذه فوائد النُّجوم التي ذكرَها اللهُ في القرْآنِ، وليسَ فيها غَير ذَلك، وَلا يُعتقد أنَّها تُؤثِّر، أو أنَّها تُسبِّب مَوت نَاس أو حيَاة نَاسٍ، أو أنَّها تُنزِلُ المَطرَ، أو أنَّها تُهْببُ الرِّياح أو غَير ذلك، هذا كُلُّه للهِ عز وجل، فليْسَ للنُّجوم دَخلٌ، وقد صَلَّى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بأصْحابهِ في الحُديبِيَة صَلاةَ الفَجر عَلى إِثْر سَماء كانَت مِن اللَّيلِ، يَعني عَلى أَثَرِ مطَر نَزَل علَيهِم بِاللَّيلِ، فقال: «أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟». قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَهَذَا كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ 


الشرح