عِيَادَةُ
المَرِيضِ وَتَلْقِينُ المَيِّتِ وَزِيَارَةُ القُبُورِ
وَيُشْرَعُ
لِلمَرْضَى العِيَادَةُ فَأتِهِمْ *** تَخُضْ رَحْمَةً تَغْمُرْ مَجَالِسَ عُوَّدِ
فَسَبْعُونَ
أَلْفًا مِنْ مَلاَئِكَةِ الرِّضَى *** تُصَلِّي عَلَى مَنْ عَادَ
مَرْضَى إِلَى الغَدِ
وَإِنْ
عَادَهُ فِي أَوَّلِ اليَوْمِ وَاصَلَتْ *** عَلَيْهِ إِلَى
اللَّيْلِ الصَّلاَةَ فَأَسْنِدِ
فَمِنْهُمْ
مُغِبًّا عُدْ وَخَفِّفْ وَمِنْهُمُ *** الذِي يُؤْثِرُ
التَّطْوِيلَ مِنْ مُتَوَدِّدِ
*****
هذه آدَابٌ تُعمَل
مع المَرضَى، والمَوتَى.
عِيادَةُ المَريضِ
سُنَّةٌ مؤكَّدةٌ، وهِي من حَقِّ المُسلِم عَلى أخِيهِ المُسلِم، قالَ النَّبيُّ
صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ» ([1])، فإذا عُدْتَه
أحْسَنتَ إِليهِ، فَعِيادَة المَرضَى سُنَّةٌ مؤكَّدةٌ، والذي يَعودُ المَريضَ
يَخوضُ في الرَّحمَة.
هذا وردَ في
الحَديثِ؛ أنَّ من عَادَ أخَاهُ، فإنَّ اللهَ يَجعلُ سَبعينَ ألفًا من الملائِكَةِ
يُصلُّون عليهِ، يعني يَستغْفِرونَ له، فإن عَادَه في أوَّلِ المساءِ صَلَّوا عليه
إلى الصَّباحِ، وإن عادَه في أوَّلِ الصَّباح صَلَّوا عليه إلى اللَّيلِ، فهذا
فضْلٌ عظيمٌ ([2]).
عيادَةُ المَرضى تَختلِفُ من شَخصٍ لآخَر، فَمنهُم من يَرغبُ أنَّك تأتيهِ كُلَّ يَوم وتَجلِس عِندَه وتُطيلُ الجُلوسَ؛ لأنَّه يأنَسُ بِك، ومنهم من لا يَرغبُ التَّكرارَ كلَّ يَومٍ؛ فَهذا تَأتِيه يَومًا بَعدَ يَوم، فأنْتَ تُراعي حَالَ المرِيضِ في العِيادَة، إنْ كَان يرْغَب أنَّك تَزورُه كُلَّ يَومٍ، وإذا زُرتَه
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2162).
الصفحة 1 / 626