فَفَكِّرْ
وَرَاعِ فِي العِيَادَةِ حَالَ مَنْ *** تَعُودُ وَلاَ تُكْثِرْ
سُؤَالاً تُنَكِّدِ
وَذَكِّرْ
لِمَنْ تَأْتِي بِتَوبَةِ مُخْلِصٍ *** وَلَقِّنْهُ عِنْدَ
المَوْتِ قَوْلَ المُوَحِّدِ
*****
إن كان يَرغَب أنَّك
تُطيلُ الجُلوسَ أطِلِ الجُلوسَ، وإن كان لا يرغَبُ فبِقدْرِ ما تَسأل عَن حَاله،
ولا تكْثِر الأسْئلَة عليه، وأيضًا وسِّع له، قل: ما شاءَ اللهُ. طَهورٌ إن شَاءَ
اللهُ. طَيبٌ. أنتَ اليَوم أحْسنُ. شَجِّعه ونَشِّطه؛ لأن بَعضَ النَّاس لا يُحسنُ
الأدبَ، فَيزيدُ المَريض مَرضًا فأنت أطِبِ الكَلامَ مَعه، وافْتحْ له باب الأمَلِ
بالله عز وجل ونشِّطهُ.
لا تُكثِر عليهِ
الأسْئِلَة؛ لأنَّ إكثارَ الأسْئلَة يُثقلُ عليهِ وهو مَشغولٌ بالمَرض، فلا تُكثرْ
عليهِ الأسْئلَة، اسألْهُ عن حَالهِ، وادعُ اللهَ له، ويكْفي، وإن سَألَك فأجِبْه.
ذكِّرهُ بالتَّوبَة إلى اللهِ، تَقولُ لهُ: التَّوبةُ مَطلوبَةٌ من الإنْسانِ دائمًا ما هي بِخاصَّةٍ بالمَريض، التَّوبَة مَطلوبَة، فتُذكِّره بالتَّوبَة لا على أنَّك تُشعِره بأنَّه في حالِ المَوتِ، أو أنَّ المَوتَ قَريبٌ منه، ولكن تقول له: التَّوبَة مَطلوبَةٌ من كلِّ مُسلمٍ، وتذكِّره بِها؛ لأنَّه ربَّما يغْفَلُ عنها، وإذا رأيتَ عليهِ علاماتِ الموتِ تُلقِّنه الشَّهادَة، بأن تُلَقِّنَه قَول: لاَ إِلَه إلاَّ اللهُ، من أجلِ أنْ يَموتَ عَليها، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([1])، فإذا رأيتَ عَلاماتِ المَوتِ عَليهِ فَلقِّنهُ الشَّهادَة، قال صلى الله عليه وسلم: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» ([2])، هذا حديثٌ صَحيحٌ عَنِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، ولكن لا تُكرِّر عَليه؛ لأنَّ هذا يُثقِل عَليه أيضًا.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3116)، وأحمد رقم (21529)، والحاكم رقم (1299).