الزَّكَاةُ
وَالصَّوْمُ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِمَا مِنَ الأَحْكَامِ
*****
بعد أن انْتهى
النَّاظمُ رحمه الله منَ الصَّلاةِ وأحكامِهَا وما يَتعلَّقُ بها، انتَقَل إلى
بَقيَّة أركانِ الإسلامِ، وهي الزَّكاةُ والصَّومُ وما يتعلَّقُ بِهما، ثم الحَجُّ
وما يَتعلَّقُ به، هذه العبادَاتُ هي أركانُ الإسلامِ بعد الشَّهادَتينِ.
والزَّكاةُ في
اللُّغةِ: معناها الطَّهارَةُ والنَّماءُ والبرَكَة، قال سبحانه وتعالى: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن
زَكَّىٰهَا﴾ [الشمس: 9]، يعني طَهَّر نَفسهُ من الذُّنوبِ والمَعاصي،
وهي تُنَمِّي المَالَ، قال تعالى: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ [التوبة: 103]،
وأما الزكاة في الشَّرعِ فهي: مِقدارٌ مَعلومٌ من المال يُصرَفُ في مصارفَ
خَاصَّةٍ، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا
ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ﴾ [التوبة: 60]، إلى
آخر الآية، وقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ ٢٤ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ﴾ [المعارج: 24- 25]،
﴿وَفِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ
لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ﴾ [الذاريات: 19].
وهي قَرينَةُ الصَّلاةِ في القُرآنِ، ولذلك من جَحدَ وُجوبَها كفَرَ، ومن منعها بُخلاً ولم يَجحَدْ وُجوبَها فإنها تؤخَذُ منه قهرًا ويؤدَّبُ، وإن كان معه شَوكَة ومعه قُوة فإنه يُقاتل، كما قاتل أبو بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- مانعي الزَّكاةِ، وقال: «لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ» ([1]). فهي حقٌّ واجِبٌ في أموال الأغْنياءِ للفُقراءِ.
الصفحة 1 / 626