×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَخُذْ عِلْمَ أَحْكَامِ الزَّكَاةِ نَظِيرَةَ *** الصَّلاَةِ بِآَيَاتِ الكِتَابِ المُمَجَّدِ

وَحَسْبُكَ فِي تَفْضِيلِهَا نَفْعُ غَيْرِهِ *** بِقَهْرِ هَوَى وَسْوَاسِهِ لَمْ يُرْدَدِ

وَفِرَقَةُ مَا تَهْوَى امْتِثَالاً بِبَذْلِهَا *** يَفُكُّ الفَتَى سَبْعِينَ لَحْيٍ مُفَنِّدِ

*****

والصِّيامُ لغَةً: الإمساكُ، وشَرعًا: هو الإمساكُ بنِيَّةٍ عن المُفطِراتِ الظَّاهرَة والباطِنَة من طُلوعِ الفَجرِ الثَّاني إلى غروبِ الشَّمس، وهو رُكنٌ من أركان الإسْلام.

الزَّكاةُ نَظيرَةُ الصَّلاةِ؛ يعني أنها قَرينَةُ الصَّلاة في آياتٍ كَثيرَةٍ من القُرآن: ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ [البقرة: 43]، ﴿وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ [التوبة: 71]، فهي قرينَةُ الصَّلاةِ في الذِّكرِ، مما يدُلُّ على أهمِّيَّتِها في الإسلام.

وحَسبُك من فَضلِها أنَّها تَنفَعُ المُحتاجِينَ، فهي مُواسَاةٌ لهم وتُطهِّر النَّفسَ من الشُّحِّ والبُخلِ، فهذا من فضائِلِ الزَّكاةِ، ففيها مَنفَعَةٌ للغَيرِ، ومنفَعَةٌ للنَّفسِ، منفَعَةٌ للمُحتاجينَ ومَنفعَةٌ للمُزكِّين.

والمالُ مَحبوبٌ إلى النُّفوسِ، وتَهواهُ النُّفوسُ فإذا دَفعَه طاعَةً للهِ، مع حُبِّه لَهُ ومَعَ هَواهُ لَه فهذا دليلٌ على إيمانِهِ.

كونُكَ تُخالِفُ هَواكَ، وتُخرِجُ المالَ مع مَحبَّتِك له، هذا دليلٌ على الإيمانِ وتَفُكُّ بإخراجِها سَبعينَ لَحْيٍ من الشُّحِّ والطَّمعِ والبُخلِ وغير ذلك، فلا تَخرُج إلاَّ من إنسانٍ مُؤمنٍ يؤثِرُ طاعَة رَبِّه على هوَى نَفسِه، ويخرج أغلى ما عِندَه وهو المال، طِيبَةً من نَفسِه.


الشرح