الحَجُّ
والجِهادُ وما يَتعَلَّقُ بِهِما
ودَفْعُ
الصَّائِل عَنِ الأهلِ والمَالِ
وَبَادِرْ
بِفَرْضِ العُمْرِ قَبْلَ انْقِضَائِهِ *** بِحَجٍّ إِلَى البَيْتِ
العَتِيقِ المُؤَكَّدِ
*****
هذِه ثلاثَةُ
أَبوابٍ: البابُ الأول فِي الحج، وهو الرُّكنُ الخامِس مِن أَركانِ الإسلامِ.
لمَّا فَرغَ مِنَ الرُّكْنِ الرَّابِع شَرعَ فِي بَيانِ الرُّكْنِ الخامِسِ، وهو
الحَجُّ. والثَّانِي في الجهادِ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ لأَنَّه مُتأكِّدٌ، وبَعضُ
العُلماءِ يَرَى أنَّهُ رُكنٌ مِن أَركانِ الإسلامِ. الثَّالِثُ: دَفْعُ الصَّائِل
الَّذِي يَعتدِي عليك لِيقتُلَكَ أو لِيأخُذَ مالَكَ، أو لِيَفجُرَ بأهْلِكَ،
فإنَّكَ تَدفَعُه، ولَو بالقَتلِ، إذا لَم يَندفِعْ إلاَّ بالقَتْلِ، وَقتلُهُ
هَدَرٌ؛ لأَنَّهُ صائِلٌ.
بَادِرْ بأداءِ فَرِيضةِ الحَجِّ مَتَى ما تَيسَّرَ لك؛ فلا تُؤخِّرْها، ومِن هُنا يَقُولُ الفُقَهاءُ: «يَجِبُ الحَجُّ عَلَى الفَوْرِ» يَعنِي المُبادَرةُ بأدائِه عِندَ تَوفُّرِ إِمكانِيَّتِهِ؛ لأنَّك لا تَدرِي ما يَعرِضُ لك في المُستَقبل، فأَدِّ هذا الرُّكْنَ ما دُمْتَ مُتمَكِّنًا مِن أدائِه، واللهُ جل وعلا يقولُ: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ﴾ [آل عمران: 97]، قال صلى الله عليه وسلم «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَحَجِّ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ([1]) فَيجِبُ المُبادَرةُ بالحَجِّ مَع الاستطاعةِ، وهي وُجُودُ الزَّادِ الَّذِي يُبَلِّغُه ذَهابًا وَإِيابًا، ويَكفِي لأُِسْرَتهِ الَّتِي يَعُولُها إلَى أنْ يأتِيَ، والرَّاحِلَة،
الصفحة 1 / 626