اكْتِسَابُ
الحَلاَلِ مِنَ المَالِ وَاجْتِنَابُ الحَرَامِ وَذَمُّ البُخْلِ
وَإِيَّاكَ
وَالمَالَ الحَرَامَ مُورِثًا *** لِبَاذِلِهِ فِي البِرِّ تَشْقَ وَيَسْعَد
تُعَدُّ
لَعَمْرِي أَخْسَرَ النَّاسِ صَفْقَةً *** وَأَكْثَرَهُمْ غَبْنًا
وَعَضًّا عَلَى اليَدِ
فَبَادِر
إِلَى تَقْدِيمِ مَالِكَ طَائِعًا *** صَحِيحًا شَحِيحًا رَغْبَةً فِي التَّزَوُّدِ
*****
إياك أن تكتَسِبَ
المالَ الحَرامَ، فإنه يكونُ عليكَ حسابُه وعذابُه ويكون لغيرِك نفْعُه، فأنت
تشْقَى وهو يسْعَدُ به، فأنت تُحرم منه وتتحمل مسئوليَّتَه ويكون لغيرك نفْعُه
وفائدَتُه ممن لم يتعب فيه.
إذا جمعتَ المالَ من
حَرامٍ فإنك تُعدُّ أكثَر النَّاس غَبنًا يوم القيامة، وأكثرَ النَّاس عضًّا على
اليد، يعني حَسرَة وندامَة، قال تعالى: ﴿وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ﴾ [الفرقان: 27]،
فالنادِمُ يعضُّ على يَديه من النَّدم، فكذلك الذي يَكسِب المالَ الحرام.
585 هذا إشارةٌ
للحديث الذي حثَّ فيه النبي صلى الله عليه وسلم على الصَّدقَة، ولما سُئل أَيُّ
الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَنْ تَتَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ،
تَخْشَى الْفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الغِنَى، وَلاَ تَمَهَّلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ
الْحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلاَنٍ كَذَا، وَكَانَ لِفُلاَنٍ كَذَا» ([1])، فتصدق في حال
صحَّتِكَ.
أما إذا أمسَكتَ المالَ وجاءكَ الموتُ، أو نزلَ بك مَرضُه، تذكَّرت أن تتَصدَّق فلا يُمكِنك ذلك؛ لأنَّه إذا نَزلَ بك الموت يُحجرُ عليكَ؛ لأن المال صار للوَرثَة وتُمنع من الصَّدقة، وتُمنع من التَّبرُّعات، حتى الإقرارَ بالدَّين تُمنع منه؛ لأنك مُتَّهمٌ، فيُحجر على من حضرَه الموتُ،
الصفحة 1 / 626