«إِجَارَةُ الحَمَّامِ وَالقِرَاءَةُ فِيهِ وَأَحْكَامُ
المُصْحَفِ»
وَتُكْرَهُ
فِي الحَمَّامِ كُلُّ قِرَاءَةٍ *** وَذِكْرُ لِسَانٍ وَالسَّلامُ لِمُبْتَدِي
وَأُجْرَةُ
حَمَّامٍ حَلاَلٌ كَرِيهَةٌ *** كَأَثْمَانِهِ وَالعَقْدُ غَيْرُ مُفْسِدِ
وَرَفْعُكَ
صَوْتًا بِالدُّعَاءِ أَوْ مَعَ *** الجَنَازَةِ أَوْ فِي الحَرْبِ حِيْنَ التَّشَدُّدِ
*****
هَذِهِ
أَشْيَاء تُكرهُ في الحمامِ، والحَمَّامُ: هو المَحَلُّ الذي يُعد
للاسْتِحمَام، يكونُ فيه ماءٌ حارٌّ وبخَارٌ ويُستعْمَل للاسْتطبابِ، والعِلاجِ،
وكانوا يتَّخذونَ الحمَّامات في الأمْصارِ، ويدخُلونَها للعِلاجِ، وإزالَةِ
الأمْراض التي في الجِسمِ، وهي مَحلٌّ لكَشفِ العَوراتِ؛ لأنَّهمْ يَخلعُون
ثِيابَهم إذا دخَلُوها، فَدخولُها فيه ضَررٌ من ناحِيةِ الأخلاقِ؛ لأنَّ فيها
كَشفَ عَوراتٍ، فهي مَحَلاتٌ غيرُ نَزيهَةٍٍ، فيُنزه القُرآنُ أنَّه يُقرأ في
المَحلِّ الذي هو مَحَلُّ دخولِ النَّاس، وكشْفِ أجْسامِهم، فلا يليقُ بِالقرآن أن
يُقرأَ في المَواضعِ غَيرِ الشَّريفَةِ، وغيرِ النَّزيهَةِ. وكذلك ذِكْرُ اللهِ؛
كالتَّسبيحِ والتَّهلِيلِ والتَّكبيرِ باللِّسانِ، أما بِالقلْبِ فَلا بأسَ بِذكرِ
اللهِ بالقَلبِ ولو في الحَمَّام، وليس المراد بِالحَمامِ ما يَتعارفُ عليهِ
النَّاس اليومَ من محَلِّ قَضاءِ الحاجَةِ، هذا يُسمَّى بالحُشِّ، ويُسمى
بالخَلاءِ.
انْتَهى من مَسألَةِ
حُكمِ ذِكرِ اللهِ، وحُكمِ قِراءةِ القُرآن لِمن دَخل الحَمَّام، وانْتَقلَ إلى
الحَمَّام هَل يَجوزُ أنَّه يُؤجَّر؟ قال: لا بَأسَ بِذلِك، ولكِن معَ الكَراهَةِ؛
لأنَّه كَسبٌ دَنيءٌ.
«وَرَفْعُكَ صَوْتًا بِالدُّعَاءِ أَوْ مَعَ الجَنَازَةِ»؛ مِنَ الآدَابِ عَدَمُ
الصفحة 1 / 626