×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَنَقْطٌ وَشَكْلٌ فِي مَقَالٍ لِمُصْحَفٍ *** وَلاَ تَكْتُبَنَّ فِيهِ سَوَاءٌ وَجَرِّدِ

*****

رَفْع الصَّوتِ مع الجَنازَةِ بِالدُّعاءِ، فَلا يُرفعُ الصَّوتُ لمن تَبعَ الجَنازَةَ، أو من يَحضُر دَفنَها، وإنَّما يَدعُو لَها بدونِ رَفعِ صَوتٍ.

وكذلك رفْعُ الصَّوتِ بِالدُّعاء في المَعرَكَةِ، قال تَعالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةٗ فَٱثۡبُتُواْ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ [الأنفال: 45]، فَذكرُ اللهِ مَطلوب في القِتالِ وَملاقَاة العَدوِّ، ولَكنْ بدونِ رَفعِ صَوت؛ لأنَّ رفعَ الصَّوت يَدلُّ على الجُبنِ، أمَّا عَدم رَفع الصَّوت فإنَّه يدلُّ على الشَّجاعَة، فعِندَ لقاءِ العَدو يُذكر الله عز وجل ولَكنْ بدونِ رفعِ صَوت، بلْ يكونُ بأصْواتٍ مُنخفِضَة.

المُصحفُ الشَّريفُ فيه كَلامُ اللهِ عز وجل، فيُجلُّ ويُعظَّم ويُحترَم، ولا يوضَعُ بالمَواضعِ القَذرَة، ولا يُدخَلُ به في الحُشِّ أو عندَ قَضاء الحَاجةِ، إلاَّ إذا خافَ عليه من السَّرقَة أو منَ الضَّياعِ، فَيدخُل بِه، ولكن يُخفيه في ثِيابِه.

أما إذا لَمْ يَخفْ عَليه فإنَّه لا يَدخلُ به محَلَّ قضَاءِ الحاجَةِ؛ لأنَّ هذا لا يلِيقُ بالمُصحَفِ، ولا يَضعُهُ على الأرْضِ، إنما يَضعُه على مَكان مُرتَفع، ولا يتَوَسَّده أو ينَام علَيه؛ لأن هذا فيهِ إهانَةٌ للمُصحَف، حتى كُتبَ الحدِيث التي فيهَا كَلامُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم لا تُتَوسَّدُ. ولا تَمُدَّ رِجْلكَ إلى المُصحفِ؛ لأن هذا فيه إهانَةٌ للمُصحفِ، وكذلك قالوا: المصحف يُجرَّدُ، ولا يُكتب فيهِ إلاَّ القُرآنُ؛ لأن كتابَةَ غَير القُرآن فيه زيادة على نَصِّ القُرآن، فيُكتب القُرآن مُجردًا.


الشرح