الأَمْرُ
بالمعروف والنَّهْيُ عن المُنْكَر
*****
هذا بابٌ عظيمٌ وهو
باب «الأَمْر بالمعروف والنَّهْيِ عن المُنْكَر» قال الله سبحانه وتعالى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ
أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ﴾ [آل عمران: 110]،
وقال سبحانه: ﴿وَلۡتَكُن
مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ
وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ﴾ [آل عمران: 104]، وقال سبحانه وتعالى في وَصْف مُؤْمنِي
أَهْلِ الكِتاب ﴿لَيۡسُواْ
سَوَآءٗۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ
ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ ١١٣ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَأۡمُرُونَ
بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۖ
وَأُوْلَٰٓئِكَ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾ [آل عمران: 113، 114]، فوَصَفَهم بأَنَّهم يأْمُرون
بالمعروف ويَنْهَون عن المُنْكَر وأَثْنى عليهم بذلك وقال تعالى: ﴿ٱلۡعَٰبِدُونَ
ٱلۡحَٰمِدُونَ ٱلسَّٰٓئِحُونَ﴾ [التوبة: 112] إلى قوله تعالى: ﴿ٱلۡأٓمِرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ
وَٱلۡحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِۗ﴾ [التوبة: 112]، فالأَمْرُ
بالمعروف والنَّهْيُ عن المُنْكَر واجبٌ، وبعضُ العلماءِ يعدُّه من أَرْكان
الإِسْلام، واللهُ جل وعلا لعَن بَنِي إِسْرَائِيْلَ بسببِ تَرْكِهم الأَمْرَ
بالمعروف والنَّهْيَ عن المُنْكَر ﴿لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ
دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ
٧٨ كَانُواْ لَا يَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرٖ فَعَلُوهُۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ [المائدة: 78- 79]،
والمعروفُ: كلُّ ما أَمَر َاللهُ به فهو معروفٌ، وسُمِّيَ معروفًا؛ لأَنَّه
تَعْرِفُه الفِطَرُ السَّليمةُ، والعُقولُ المُسْتقيمةُ، والمُنْكَرُ: كلُّ ما
نَهَى اللهُ عنه فهو مُنْكَرٌ، وسُمِّيَ منكرًا؛ لأَنَّه تُنْكِرُه الفِطَرُ
والعُقولُ السَّلِيمةُ، وقد شبَّه
الصفحة 1 / 626