×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

حُكْمُ آلات اللَّهْو والغِناءِ والشِّعْرِ

ولا غُرْمَ في كَسْرِ الصَّليبِ ولا إِنا *** لُجَيْنٍ وعَيْنٍ للذُّكورِ وخُرَّدِ

*****

 لا زِلْنَا في إِنْكار المُنكَر، وقد انتقل إِلى آلات اللَّهْو والغِناءِ والشِّعْرِ وكذلك آلاتُ التَّنْجيمِ والسِّحْرِ والطَّلاسمِ، وكتُبِ الإِلْحاد والزَّنْدقةِ، وكذلك آلاتُ القِمار، الأَشْياءُ التي يُعْمَلُ بها القِمارُ: كالبيضِ والجوزِ.

لا ضمانَ في كسر الأَشْياءِ المُحرَّمةِ، مثلُ الصَّليب للنَّصارى، فإِذا أَظْهر النَّصارى الصَّليبَ، أَوْ أَنَّ مسلمًا أَتى بالصَّليب ونصَبه على مَتْجَرِهِ أَوْ على سيَّارته، فإِنَّه يُكسر؛ لأَنَّ الصَّليبَ شِعارُ النَّصارى، وأَصْلُ الصَّليب يزعُمون أَنَّه صورةُ الْمَسِيْحِ عليه السلام وهو مصلوبٌ على الخشبة لمَّا قتَله اليَهُودُ بزَعْمِهم، مع أَنَّ المَسِيْحَ عليه السلام قد حماه اللهُ من اليَهُودِ، ورفعَه إِليه، كما قال تعالى: ﴿وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِيحَ [النساء: 157] يعني قول اليهود ﴿إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِيحَ عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ [النساء: 157]، رسول الله: هذا ليس من كلام اليَهُودِ؛ لأَنَّهم لا يعترفون برِسالته، ولكنَّ هذا مِن وصْف المَسِيْحِ عليه السلام، وصْفُه من عند الله عز وجل أَنَّه رسولُه، فكيف يزعُمون أَنَّهم قتلوا رَسُولَ اللهِ عز وجل، هذا من اعتدائِهم على الله، قال جل وعلا: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ [النساء: 157]، أَوْقَعَ اللهُ شِبْهَ المَسِيْحِ على رجلٍ فأَخذوه يظنُّونه المَسِيْحَ فقتلوه وصلبوه، فالمصلوب غيرُ المَسِيْحِ، وإِنَّما هو شبيهُه؛ لأَنَّ اللهَ جل وعلا يقول: ﴿وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ [آل عمران: 54] فمكرُ الله لرسولِه 


الشرح