×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشَّيخُ النَّاظِمُ الفَقيهُ أبو عبدِ اللهِ مُحمَّد بنُ عبدِ القَوِي المَرْدَاوي رحمه الله تعالى:

بِحَمدِك اللَّهُم أُنْهِي وَأَبْتَدِي *** فحَمدُك فَرْضٌ لازِمُ كُل مُوجَدِ

تَعَاليْتَ عَن نِدٍّ وعنْ ولدٍ وعن *** شَريكٍ، وعَن ما يَفتَرِي كُلُّ مُلحِدِ

نُقِرُّ بِلا شَكٍّ: بأنَّك وَاحدٌ *** ونُؤمِنُ بالدَّاعي إِليكَ مُحمَّد

رَسُولُك أزْكَى مَنْ بَعثْتَ إلَى الوَرَى *** وخَيرُ مَنِ اسْتَخْرَجْتَ من خَير مُحتَدِ

عليه صَلاةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُه *** صلاةً لنَا تَقضِي بفَوزٍ مُؤبَّد

وكلُّ نَبيٍّ للأنَامِ وضُوعِفَت *** لأَشْرَفِ مَخلوقٍ بأشْرفِ مَحتِدِ

وأصْحَابُه والغُرُّ من آلِ هاشِمٍ *** ومَن بِهُداهُم في الأعَاصِيرِ يَهْتدِي

وأشهدُ أنَّ اللهَ لا ربَّ غيرُه *** وأسْألُه عَفوًا، وإتْمامَ مَا ابْتدِي

وخَاتِمةً حُسْنَى تُنيلُ الفَتى الرِّضا *** وتُبلِغُه في الفَوزِ أشرفَ مَقعَد

ونحمَدُه حَمدًا يَليقُ بِطولِه *** ونسألُه الإخْلاصَ في كلِّ مَقصِدِ

وبعد: فإنِّي سوفَ أنظِمُ جُملةً *** من الأدَبِ المَأثورِ عن خَيرِ مُرشِدِ

من السُّنَّةِ الغَرَّاء، أو من كِتابِ مَنْ *** تقدَّسَ عن قولِ الغُوَاةِ وجُحَّدِ

ومِنْ قَولِ أهلِ الفَضلِ مِن عُلَمائِنا *** أئِمةِ أهلِ السِّلم من كلِّ أمْجَد

لَعلَّ إلَهَ العَرشِ ينفعُنا بِها *** ويُنزِلُنا في الحَشْرِ في خَيرِ مَقعَد

ألاَ مَن لَه في العِلمِ والدِّين رَغبةٌ: *** ليُصْغِ بقلبٍ حَاضرٍ مُترصِّد

ويَقبَلُ نُصْحًا من شَفيقٍ على الوَرَى *** حَريصٍ على زَجْرِ الأنَامِ عَن الرَّد

فعِندِي ممَّا في الحديثِ أمانةٌ *** سَأبذُلها جَهْدي، فَأَهْدِي وأَهْتَدِي

فخُذْها هَدَاك اللهُ لاَ تُهمِلْنَها *** ففِيها من الخَيراتِ كُلُّ مُنَضَّدِ

أقولُ ابْتِداءً في القَرِيضِ ونَظْمِه *** فكُن سَامِعًا نَظْمِي بغَيرِ تَفنُّدِ:


الشرح