أَلاَ كلُّ مَن رام
السَّلامة: فليَصُنْ *** جَوارحَه عمَّا نَهَى اللهُ يَهتَدِ
يَكبُّ الفَتى في النَّار:
حَصْدُ لِسانِه *** فحَافظْ على ضَبطِ اللِّسانِ وقَيِّد
فُضُولَ الكلامِ ارْفُضْ،
فلا تَكُ مُكثِرًا *** كلامًا بغيرِ الذِّكرِ للهِ تَسعَد
فإنَّ فُضُولاً للكلامِ
قَسَاوةٌ *** لقَلبِ الفَتَى، عَنْه الخُشُوع بمُبعَد
فَتُردِي بقائلِها إلى
النَّارِ كلمةٌ *** وإرسالُ طَرْفِ المَرءِ أَنكَى فقَيِّد
وطَرفُ الفتى يا صَاحَ رائد
فرجِه *** ومُتعِبُه، فاغْضُضْه ما اسْطَعتَ تَهتَد
فمَنْ مدَّ طَرَفًا أو زَنَا
يَزْنِ أهلُه *** فعِفَّ يَعِف: قالَه خَيرُ مُرشِد
فمَنْ عفَّ تَقْوى عن
مَحارِمِ غيرِه *** يَصُن أهلَه حقًّا، وإنْ يَزْنِ يُفسِد
فلَو لَمْ يكُنْ فِعلُ
الزِّنَاءِ كبيرةً *** ولمْ يَخْشَ مِن عُقبَاه ذُو اللُّبِّ فِي غَد:
لكانَ جَديرًا أنْ يَصُونَ
حريمَه *** بهَجرِ الزِّنا، خوفَ القَصَاصِ كما ابْتدِي
فصُخ وصُنِ الأرَابَ كُلٌّ
لهُ زِنا *** ولكنَّ زِنا الفَرْجِ الكَبيرَةَ فَاعْدُدِ
فقد قَرَنَ اللهُ الزِّنا
بالدُّعا الفَتى *** مع اللهِ رَبًّا في عَذابٍ مُخلَّدِ
وأدِّبْ وعَزِّرْ آتِيًا
لبَهِيمَةٍ *** ومَنْ رَاودَ الحَسناءَ عَن نَفسِها اعْضُد
إذَا قَتلتَهُ بانتفاءِ
ضَمانِه *** ومن يَرَ مع زَوْجٍ فتًى فيَجْرُد:
لقَتْلِهِما سَيفًا
فيَقتُلهما معًا *** فليسَ عليه مِن قَصَاصٍ ولا يَد
فإنْ كَانَ هذا مِنْه
دَعْوَى فأنكَرَ الـ *** ـوَلِيُّ ليَحْلِف، والقَصَاص فآكَدِ
ويَحرُمُ رَأيُ المُرْدِ مع
شَهْوةٍ فقط *** وقِيل: ومع خَوْفٍ، وللكُرْه جَوِّد
فإيَّاك والأحْدَاثَ لا
تَقرَبَنَّهم *** ولا تُرسِلَنَّ الطَّرفَ فِيهِمُ وقيِّد
وإِرسَالُ طَرْفٍ مِنكَ لا
تُحقِّرنَّه *** فَفِي ضِمْنِه سَهْمٌ بنَارٍ يُوقَدِ
ويَحْرُم: بُهتٌ واغْتيابٌ
نَمِيمةٌ *** وإفْشاءُ سِرٍّ، ثُمَّ لَعْن مُقيَّد
وفُحْشٌ ومَكرٌ والبَذا
وخَدِيعةٌ *** وسُخْريةٌ والهُزْء، والكَذِب قَيِّد:
لغَيرِ خِداعٍ الكافرينَ
بحَرْبِهم *** وللعُرْس، أو إصْلاَح أهْلِ التَّنكُّد
وأَوْجَبُ عن المَحْظُور:
كَفُّ جَوَارِحٍ *** ونَدبٌ عن المَكرُوهِ غَيرُ مُشدِّد