وَرَحْمَتِهِ،
فَهَذَا مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ» ([1]). فالمطرُ بِفضلِ
اللهِ ورحمَتِه وليس هو من إحْداثِ أو تَسَبُّبِ النُّجومِ.
والسِّحْرُ: مأخوذٌ ممَّا لَطُفَ
وخَفيَ سَببُه، هذا في اللُّغةِ، وأما السِّحرُ في الشَّرعِ فمَعناهُ: مَا يَقوم
بهِ السَّاحرُ من العُقَدِ وأعمَالٍ يَعمَلها تُؤثِّر في المَسحُور؛ إمَّا بِموت
وإمَّا بِمرضٍ وإمَّا بخَللٍ في عَقله.
وسِرُّه أنَّ
السَّاحِر يَستعينُ بالشَّياطينِ ويَخضعُ لهُم، فَتُساعِده الشَّياطينُ عَلى
مُرادِه للإِضرَار بالنَّاس، بعد أن يَكفُر باللهِ عز وجل ويُطيعُ الشَّياطينَ.
والسِّحرُ كُفرٌ كما
في صَريحِ القُرآنِ: ﴿وَمَا
كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ
ٱلسِّحۡرَ﴾ [البقرة: 102]، ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ
فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ﴾ [البقرة: 102] ؛ يَعنِي: لا تَتعلَّم السِّحْر؛ لأنَّ
تَعليمَ السِّحرِ وتَعلُّمَه كُفرٌ كَما في القرآن الكَريمِ، وهو آفَةٌ من آفاتِ
المُجتمَعَات، ووُجودُ السَّحرَة فَسادٌ في الأرْضِ، وفسَادٌ في المُجتَمَعاتِ،
يَجبُ القضَاءُ عليهم، يَجبُ قَتلُ السَّاحرِ، إذا ثَبتَ سِحرُه بِبيِّنَة أو
بِاعتِرافٍ، فإنَّه يَجبُ قَتلُه حَدًّا لإراحَةِ المسلِمينَ منْ شَرِّه، أو
رِدَّةٍ عَن الإسْلام فيُطبق عليه حَدُّ الرِّدَّة؛ لأنه كَفر باللهِ عز وجل،
والسِّحرُ من نَواقضِ الإسْلام.
التَّعزِيمُ: هو كِتابَة الطَّلاسِم والحُروفِ المُقطَّعةِ التِي يُسمُّونَها العَزائِم، وتُعلَّق عَلى الأطْفَال، أو على الدَّوابِّ، أو على السَّيَّاراتِ، وفيها أسْماءُ شَياطين وأسْمَاء جِنٍّ مَكتوبَة، وفِيها رُموزٌ وطلاسِمُ وحُروفٌ مُقطعَةٌ؛ رُموزٌ بينهُمْ وَبينَ الجِن والشَّياطين.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (846)، ومسلم رقم (71).