وَلِذَلِكَ حَرَّمَ
الزِّنا ﴿وَلَا
تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء: 32] وَحَرَّمَ اللِّوَاطَ، وجعله جريمة عظيمة، واستنكرته
العقول؛ لأنَّه يخالف الفِطْرَةَ الَّتي فَطَرَ اللهُ الخَلْقَ عليها.
ولذلك لمَّا حصل من
قَوْمِ لُوطٍ ما حصل، أنكر عليهم نبيُّهم لُوطٌ عليه السلام فقال: ﴿أَتَأۡتُونَ ٱلذُّكۡرَانَ
مِنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٥ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّنۡ أَزۡوَٰجِكُمۚ بَلۡ
أَنتُمۡ قَوۡمٌ عَادُونَ﴾ [الشعراء: 165- 166]
وقال لهم لُوطٌ: ﴿لَتَأۡتُونَ
ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [العنكبوت: 28] الأُمَمُ السَّابِقَةُ كلُّها ما
وُجِدَ فيها اللِّوَاطُ إلاَّ في هذه الأمَّة الخبيثة قَوْمِ لُوطٍ، وكانت
عُقُوبَتُهُمْ أَشْنَعَ العقوبات، كما قَصَّ الله ذلك في القُرْآن الكَريم؛ لأنَّ
جَرِيمَتَهُمْ أَشْنَعُ الجرائم؛ لأنَّ هذا اللِّوَاطَ - والعياذ بالله - شَرٌّ،
ولأنَّه وَضْعٌ للبذر في غير محلِّه.
اللهُ جل وعلا يقول:
﴿نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ
لَّكُمۡ فَأۡتُواْ حَرۡثَكُمۡ أَنَّىٰ شِئۡتُمۡۖ﴾ [البقرة: 223]
؛ فَيُوضَعَ البِذْرُ ﴿وَأَنكِحُواْ ٱلۡأَيَٰمَىٰ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰلِحِينَ مِنۡ عِبَادِكُمۡ
وَإِمَآئِكُمۡۚ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغۡنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ
وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ ٣٢ وَلۡيَسۡتَعۡفِفِ ٱلَّذِينَ
لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغۡنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱلَّذِينَ
يَبۡتَغُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِمَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ
عَلِمۡتُمۡ فِيهِمۡ خَيۡرٗاۖ وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَىٰكُمۡۚ وَلَا
تُكۡرِهُواْ فَتَيَٰتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَآءِ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنٗا لِّتَبۡتَغُواْ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَمَن يُكۡرِههُّنَّ
فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعۡدِ إِكۡرَٰهِهِنَّ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [النور: 32، 33] في
موضع الحَرْثِ.
فإذا وُضِعَ في غير
مَوْضِعِ الحَرْثِ، صَارَ فَسَادًا وَضَيَاعًا، وَفَسَدَتِ الأخلاق، وَنُزِعَ
الحَيَاءُ من المجتمع، وَنَزَلَتْ فيه الأمراض وَالعِيَاذُ بِاللهِ.