الأَمْرَاضُ
الفتَّاكة الَّتي لا عِلاَجَ لها مِثْلُ مَرَضِ فَقْدِ المناعة، مَرَضِ الإيدز
الَّذي سَبَبُهُ الاسْتِمْتَاعُ غَيْرُ المشروع بالزِّنا أو باللِّوَاطِ،
فَأَنْتَجَ هذا أَمْرَاضًا مُسْتَعْصِيَةً، وَصَارَ من يُصَابُ به لا عِلاَجَ له،
وَيُعْزَلُ عن المجتمع، ولا يُخَالِطُ أحدًا حتَّى يَمُوتَ في مَعْزِلِهِ
والعِيَاذُ بالله.
وَلِهَذَا اللهُ جل
وعلا قَالَ عن الزِّنَا: ﴿إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء: 32] ؛ فالزِّنا واللِّوَاطُ يُفْسِدَانِ المجتمع؛
تَضِيعُ الأَنْسَابُ، وَيُقْطَعُ النَّسْلُ.
ويسبب الأمراض
الفتَّاكة؛ أمَّا إذا صُرِفَتْ هذه الشَّهْوَةُ في مَصْرِفِهَا الَّذي جعل اللهُ
لها، أَنْتَجَتْ خَيْرًا وذُرِّيَّةً طَيِّبَةً، وَيَكْثُرُ بذلك عَدَدُ المسلمين
وقوَّتُهُم.
فالإسلام جاء
بالطَّهارة الكاملة، وَحَرَّمَ الفَوَاحِشَ، وسُبْحَانَ اللهِ! تأمَّل كيف أنَّ
قَوْمَ لُوطٍ اتَّهموا من لا يَقَعُ في اللِّواط أنَّه يَتَطَهَّرُ؛ قالوا: ﴿أَخۡرِجُوٓاْ ءَالَ لُوطٖ مِّن قَرۡيَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ﴾ [النمل: 56] ؛ ما
لهم عَيْبٌ إلاَّ أنَّهم يتطهَّرون؛ فهم اعترفوا أنَّ اللِّوَاطَ نَجَسٌ، وأنَّ
تَرْكَهُ طَهَارَةٌ. ولهذا قال لُوطٌ عليه السلام: ﴿يَٰقَوۡمِ هَٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطۡهَرُ لَكُمۡۖ﴾ [هود: 78] ؛
يَعْنِي: تزوَّجوا من بناتي؛ إمَّا مِنْ بَنَاتِهِ هو، وإمَّا بنات الأمَّة بالعقد
الشَّرعيِّ؛ لأنَّ بَنَاتِ الأمَّة بَنَاتٌ للنَّبيِّ؛ فهو بمنزلة الأب، والمؤمنات
بناته.
ولهذا جاء في
الآيَةِ: ﴿ٱلنَّبِيُّ
أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ﴾ [الأحزاب: 6]
وفي قِرَاءَةٍ: «وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ».