سورة «آل عمران» قال
تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُواْ ٱلرِّبَوٰٓاْ أَضۡعَٰفٗا مُّضَٰعَفَةٗۖ﴾ [آل عمران: 130] وفي «سورة الروم» قال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن
رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ﴾ [الروم: 39].
وفي السُّنَّة
أحاديث كَثيرةٌ في الصِّحاحِ وغَيرها، قال صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ
آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ» ([1])؛ وآكلُ الرِّبا: هو
الذي يأخُذُه ولو لم يأكُلْه؛ وإنَّما عَبَّر بالأكْلِ لأنه أعَمُّ وجُوهِ
الانْتفاعِ، والمُوكِلُ: هو الذي يدفَعُ الرِّبا، والشَّاهدُ والكاتِبُ لأنَّ
فِعلَهما تعاونٌ مَعهم على الإثْمِ والعُدوَانِ، كلهم ملعونون في هذا الحديثِ
الصَّحيحِ ممَّا يدل على شَناعَةِ الرِّبا.
وفي الحديث: «الرِّبَا
بِضْعٌ وَسَبْعُونَ حَوْبًا، أَيْسَرُهَا مِثْل أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ أُمَّهُ»
([2])، وهو قَبيحٌ
وشَديدُ التَّحريم، قد حَرَّمه الله على اليَهودِ، ولكنهم استباحُوهُ في حَقِّ
غيرِ اليَهود وقالوا: ﴿لَيۡسَ
عَلَيۡنَا فِي ٱلۡأُمِّيِّۧنَ سَبِيلٞ﴾ [آل عمران: 75] ؛ فهم
يأخذون الرِّبا من غير اليهود، وأما اليَهودُ فلا يرابون معَهم، قال تعالى: ﴿وَأَخۡذِهِمُ ٱلرِّبَوٰاْ
وَقَدۡ نُهُواْ عَنۡهُ﴾ [النساء: 161] فمن جُمْلَة ما لعَنَهُم الله عليه
أكْلِهِمُ الرِّبا وقد نهوا عنه.
والرِّبا اليومَ فَشا في النَّاس وصَار اقْتصادًا عالميًّا، بُنيت عليه اقتصادِيَّاتُ العالَمِ الكافِر، وقلَّدَهم كثيرٌ من المُسلِمين، فالتَّعامُل بالرِّبا اليوم كَثيرٌ وفَاشٍ في الناس، كما أخبر صلى الله عليه وسلم أنه في آخِرِ الزَّمانِ يَفشو الرِّبا