حتى أن من لم
يَأكلْه نَاله من غُباره ([1]). لأن البنوك إنما
تَقومُ في الغالِبِ على الربا، والنَّاس مُرتبطونَ بالبُنوكِ، فيضطرُّون إلى أن
يَنالَهم شيءٌ من الربا ولو بالتَّعاون لارتباطهم بها وهي بيوتُ رِبا، فلا يَسلمُ
مَن يَتعامَل مَعها. وأيضًا تَضخُّم الأموالِ بأيدي النَّاس يجرُّهم إلى الرِّبا؛
لأنهم سَيتعاملونَ مع العالم فيَقَعون في الرِّبا. فالخطرُ عظيمٌ وشديد.
وكانوا في
الجَاهليَّةِ إذا أعسَرَ المدينُ بالدَّينِ زادوا عليه وأجَّلوه مرَّةً ثانيَةً،
حتى تتضاعَفَ عليه الدُّيون، فإذا حلَّ الأجَلُ قالوا: إما أن تَقضِيَ وإما أن
تُربي. فيزيدونَ عليه المالَ، كلما حلَّ ولم يُسدِّدْه حتى يصيرَ أضعافًا مضاعفة.
والله جل وعلا ألغى
هذا، وقال جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ
إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن
لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ
أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ ٢٧٩ وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖۚ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 278- 280].
فالمعسر يُنظر ولا
يُزاد عليه الدَّين، وإن أسقطه عنه فهذا خير ﴿وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 280].
والرِّبا حرامٌ؛ سواءً كان استهلاكيًّا أو كان استثماريًّا؛ لأن بعض المُتعالِمينَ يقولون: الرِّبا إذا كان استهلاكيًّا فإنه حرام، أما إذا كان
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3331)، النسائي رقم (4455)، وأبو داود رقم (3331)، وأحمد رقم (10410).