وَكُلْ
بِثَلاَثٍ مِنْ أَصَابِعَ جَالِسًا *** وَمَعَ قَائِمٍ
فَاكْرَهْهُمَا وَمُمَدِّدِ
وَأَكْلُكَ
بِالثِّنْتَيْنِ وَالإِصْبَعِ اكْرَهَنْ *** وَمَعَ نَتَنِ
العَرْفِ اكْرَهْ إِتْيَانَ مَسْجِدِ
*****
كذلك من آدابِ
الأكْلِ أنْ تَأكُل بِثلاثِ أصَابِعَ، كما كَان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
يأكلُ بِثلاثِ أصَابِع ([1])، ويُكره أن يأكلَ
بِأكْثَر مِن ثَلاثَة أصَابِع؛ لأنَّ هذا يَدلُّ على النَّهَمِ والجَشَعِ، ولا
يأكل بأقَلَّ من ثَلاث أصابِع كالأصبَعينِ والواحِدِ؛ لأن هذه صِفةُ المُتكبِّرين،
فالسُّنَّة أنه يأكل بثَلاثِ أصَابعَ وأن يأكل وهو جَالِسٌ، هذا هو السُّنَّةُ،
والآن سَرَتْ في الناس أو في بعض الناس آدابُ الغَرْبِ والكُفَّارِ، صاروا يأكلون
وهم واقفون.
هَذا مِن آدابِ المَساجِد، والعَرفُ: يعني الرَّائحةُ، إذا كانت الرَّائحَةُ مُنتِنَة، بأن أكَلتَ شَيئًا له رائحةٌ مُنتنة كالبَصلِ والكُرَّاثِ فإنه يُكره ذهابُك إلى المَسجِد وفِيكَ رَائحَةٌ كَريهةٌ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، قال: «مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلاً فَلاَ يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنَا» ([2])؛ لأن المُسلمين يَتأذَّونَ من الرَّائحَةِ الكَريهَةِ، والمَلائكَةُ تتأذَّى بذلك، فلا يذهبُ إلى المَسجِد وفيه رائحَةٌ كريهَةٌ، ومثله من فيه عَرقٌ ورائحَةٌ كريهَةٌ تفوح من جِسمِه، فَيتنظَّفُ ويزيلُ الرَّائحَةَ، فلا يذهب إلى المسجد بروائحَ كَريهَةٍ وعرَقٍ، وإنما يذهب إلى المسجد على أحسنِ حَالٍ وأنظَفِ حالٍ وأطيب رائحَةٍ؛ لأنه بيت من بيوت الله فيه الملائكة، وفيه المصلون.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2032).