وَأَخْذٌ
وَإِعْطَاءٌ وَأَكْلٌ وَشَرْبَةٌ *** بِيُسْرَاهُ فَاكْرَهْهُ وَمُتَّكِئًا زِدِ
وَإِنْ
فِي طَرِيقٍ وَاسِعٍ تَبْنِ مَسْجِدًا *** بِإِذْنِ إِمَامٍ لاَ
يَضُرُّ تُسَدَّدِ
*****
يُكره الأكلُ
بالشِّمالِ، والشُّربُ بالشِّمالِ؛ لأن هذا تَشبُّهٌ بالشَّيطانِ، فليأكُل
باليَمينِ، قال صلى الله عليه وسلم: «كُلْ بِيَمِينِكَ» ([1])، ونهى عنِ الأكْلِ
باليَدِ اليُسْرَى والشُّربِ باليدِ اليُسرَى؛ لأن هذا تَشبُّهٌ بالشَّيطانِ،
وكذلك الأخذُ من النَّاس وإعطاء النَّاس يكُون باليَدِ اليُمنى، لا تُعطِ النَّاسَ
باليَدِ اليُسرَى، أو تأخُذْ مِنهم الأشياء باليَدِ اليُسرَى، بل يكون هذا باليَدِ
اليُمنَى، هذا من الآدابِ الشَّرعيَّةِ. وكذلك يُكره أن تَأكُلَ وأنت متَّكِئٌ على
شيءٍ، على جدَارٍ أو على مَخَدَّة؛ لأن هذه صِفَةِ المستَكْبِرينَ، وأيضًا فيه
جَشعٌ ورغْبَة في الطعام، أما إذا جلسْتَ مُستَوْفزًا فإن هذا ممَّا يقلل أكْلَ
الطَّعام، وتقليل الأكلِ مَطلوب شَرعًا، قال صلى الله عليه وسلم: «بِحَسْبِ
ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَبُدَّ فَثُلُثٌ
لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ» ([2])، فيُكره الرَّغَبُ
في الأَكلِ والشِّبعِ، ولا يَجلِس مُتَّكئًا إلاَّ إذا كان يحْتَاج إليه، إذا كان
يحتاجُ إلى الاتِّكاءِ فلا بأس؛ كأن يكون مَعيبَ الجِسمِ أو مَريضًا، أما إذا كان
صحيحًا فلا يأكل وهو مُتَّكِئٌ.
بناءُ المساجِدِ مَطلوبٌ، وفيه فَضلٌ عظيمٌ، وقد جاء في الحديث: «مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا قَدْرَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» ([3])؛ فبناءُ المَساجِد مُرَغَّبٌ فيه، ولكن لا تُبنى المَساجِدُ في
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5376)، ومسلم رقم (2022).