وَعِنْدَ
فَرَاغٍ مِنْهُ فَاسْأَلْ وَسِيلَةً *** لِخَيْرِ الوَرَى تُؤْتَى
الشَّفَاعَةَ فِي غَدِ
وَبَعْدَ
النِّدَا قَبْلَ الإِقَامَةِ فَادْعُوَنْ *** يُجَابُ الدُّعَا
فِي ذَا بِغَيْرِ تَرَدُّدِ
وَمِنْ
خَيْرِهِ أَنْ تَسْأَلَ العَفْوَ يَا فَتَى *** وَعَافِيَةَ
دُنْيَا وَأُخْرَى ألاَ اجْهَدِ
*****
محمَّدًا الوسيلة
والفضِيلَة، وابعثه اللَّهمَّ المقام المحمودَ الذي وعدته. أنَّه تَحلُّ شَفاعَة
الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم ([1]).
والوسيلَةُ: قَصرٌ في
الجَنَّةِ، لا ينبغي أن يكون إلاَّ لِرسُولٍ أو لعبدٍ صالِحٍ، فتسأل الله
لِمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الوسيلَةَ، أي هذا المنزِلَ في الجَنَّةِ،
والفائِدَةُ راجعَةٌ إليكَ؛ لأنَّه تحِلُّ لكَ بذلك شَفاعَةُ الرسولِ صلى الله
عليه وسلم، ومن شفع له الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم فإنه يسعد سعادَةً لا شقاوَةَ
بَعدها.
يُستحبُّ الدُّعاءُ
بين الأذانِ والإقامةِ لقَولِه صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُرَدُّ الدُّعَاءُ
بَيْنَ الأَْذَانِ وَالإِْقَامَةِ» ([2])، فهذا وقتٌ
لإجابَةِ الدُّعاءِ، ولكنَّ النَّاسَ صاروا يقرءون القُرآنَ في هذِهِ الفَترَةِ
بين الأذانِ والإقامَةِ وهذا شيءٌ طيِّبٌ، القرآن أفضَلُ الذِّكرِ، ولكن الدُّعاءَ
في هذا الوقْتِ أفضلُ من قراءَةِ القُرآنِ؛ لأن الذِّكرَ المُؤقَّتَ في وقته
أفْضَل من الذِّكرِ المُطلَق، وقراءةُ القرآنِ ليس لها وقتٌ مُحدَّدٌ، أما هذا
فَوقتُه محدَّدٌ ويفوت، فكونك تَشتغِلُ بالذِّكرِ والدُّعاءِ بين الأذان
والإقامَةِ أفضلُ من تلاوةِ القُرآنِ.
من الدُّعاءِ المَشروعِ بينَ الأذانِ والإقامَةِ أن تَسألَ اللهَ العَفوَ والعافِيَةَ، وتسألَهُ من أنواعِ الخيرِ، وما يَسَّرَ اللهُ لكَ من الأدْعيَةِ، وتَجتهِدُ في ذَلك؛ لأنها فُرصَةٌ عَظيمة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (614).