×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَفَضْلُ أَذَانِ المَرْءِ يَعْلُو إِمَامَةً *** وَقَدْ قِيلَ ذَا بِالعَكْسِ فَاخْتَرْ وَجَوِّدِ

وَأَفْضَلُ نَفْلِ المَرْءِ لَيْلاً بِبَيْتِهِ *** فَقُمْ تِلْوَ نِصْفٍ مِثْلَ دَاوُدَ فَاسْجُدِ

*****

هذه مسألةٌ خِلافِيَّةٌ، هل الإمامَةُ أفضلُ من الأذانِ، أو الأذانُ أفضلُ من الإمامَةِ؟ اختلف العُلماءُ في ذلك، فبعضهم يَرى أنَّ الأذانَ أفْضلُ من الإمامَةِ، وبعضهم يرى العَكسَ، أنَّ الإمامَةَ أفضَلُ من الأذانِ؛ لأنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم كان هو الإمامُ، والخُلفاءُ كانوا هم الأئِمَّةُ؛ فدلَّ على أن الإمامَةَ أفضَلُ، ولكن نظرًا للأحاديث الوارِدَة في فضل الأذان، رجَّحَ بعض العلماء أنه أفضلُ من الإمامةِ، وكان عمر يقول: «لَوْلاَ الْخِلاَفَة لَأَذَّنْتُ»، هذا دَليلٌ على أَنَّ الأذانَ أَفْضَلُ.

أفضلُ صلاةِ النَّافِلَة قيامُ اللَّيلِ، والنَّافلَةُ مُستحبَّةٌ في اللَّيلِ والنَّهارِ ما عدا أوقاتِ النَّهي، فالمَجالُ مَفتوحٌ لمن يُريدُ أن يَتنفَّلَ بالصَّلاةِ، وصلاةُ اللَّيلِ أفضلُ من صَلاةِ النَّهارِ؛ لقوله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ [الإسراء: 79]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَل صَلاَةِ المَرْءِ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ» ([1]).

صلاةُ اللَّيلِ أفضَلُ من صلاةِ النَّهارِ؛ لأنَّ صلاةَ اللَّيلِ تَنقطعُ فيها الشَّواغلُ ويتفَرَّغ الإنسانُ ويصفو له الوَقتُ، فيحضِرُ قَلبُه في صلاتِهِ وتلاوَتِهِ للقرآن، قال تعالى: ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡ‍ٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا[المزمل: 6]، والناشِئَةُ: هي القِيامُ بعدَ النَّومِ، يعني تنام أوَّلَ اللَّيلِ ثُمَّ تقوم تصلِّي ما تَيسَّرَ لك، تكونُ أخَذْت حَظَّك من الرَّاحَة فتقوم نشيطًا وحاضِرَ


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (1163).