فعلى هذا لا تكون الضبع داخلة في عموم حديث: «النَّهْيِ عَنْ كُلّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاع» حتى تحتاج إلى تخصيص
بدليل آخر وبهذا يندفع كل اعتراض......والله أعلم.
وأما قول المخالفين: إن حديث إباحة أكل الضبع غير مشهور فالعمل بالمشهور
أولى فيجاب عنه بأن الحديث المذكور قد صححه جمع من الأئمة كما ذكر ذلك الحافظ في
التلخيص ([1]) وقال في
الفتح: «وقد ورد في حل الضبع أحاديث لا بأس بها».
وقولهم: يقدم الحاظر على المبيح أو يحمل ما يدل على الإباحة على ما قبل
التحريم.
فيجاب عن ذلك بأن ما ذكروه إنما يصار إليه عند تعذر الجمع والجمع هنا ممكن
بما ذكرنا. والله أعلم.
· الثعلب:
هو سبع جبان مستضعف ذو مكر وخديعة لكنه لفرط الخبث والخديعة يجري مع كبار
السباع ومن حيلته في طلب الرزق أنه يتماوت وينفخ بطنه ويرفع قوائمه حتى يظن أنه
مات فإذا قرب منه حيوان وثب عليه وصاده ومن أشد سلاحه الروغان والتماوت، وقد اختلف
العلماء في حكم أكله على قولين:
القول الأول: أنه مباح وهو مذهب الشافعي ([2]) وإحدى الروايتين عن أحمد ([3]) لأنه لا يتقوى بنابه ولأنه من الطيبات ([4]) ولأنه يفدى في الحرم
([1])ص(152) ج(4)، ص(568) ج(9) الفتح.