خاصة كما فعل ذلك الصحابة
فإنهم لم يفهموا من هذا اللفظ إلا هذا الحكم ([1]).
فإن قيل: روي عن علي أنه كان لهم كتاب فرفع ([2])فالجواب عن ذلك من
وجهين:
الأول: إن هذا الأثر قد ضعفه أحمد وغيره كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ([3]) وقال الإمام
القرطبي في تفسيره ([4]) وقد روي عن الشافعي
أنهم كانوا أهل كتاب فبدلوا وأظنه ذهب في ذلك إلى شيء روي عن علي بن أبي طالب من
وجه فيه ضعف يدور على أبي سعيد البقال ذكره عبد الرزاق وغيره.أ. هـ.
وفي سنده سعيد بن المرزبان مجروح قال يحي القطان: لا أستحل أروي عنه وقال
ابن معين: ليس بشيء ولا يكتب حديثه وقال الفلاس: متروك الحديث.
وقال أبو زرعة: هو مدلس ([5]).
الثاني: وعلى تقديره قوة سنده فإن الحافظ ابن حجر حسنه ([6])، فعلى تقدير ثبوته فإنه إنما يدل على أنه كان لهم كتاب فرفع لا أنه الآن بأيديهم كتاب وحينئذ فلا يصح أن يدخلوا في لفظ «أهل الكتاب» إذ ليس بأيديهم كتاب لا مبدل ولا غير مبدل ولا منسوخ ولا غير منسوخ
([1])مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ص(189) ج (32).
الصفحة 4 / 246