النذور مما يعج به اليوم
كثير من البلاد التي كانت فيما سبق إسلامية والأن ظهرت فيها أعلام الشرك وصار كثير
من من ينتسبون إلى الإسلام من أهلها يتسابقون إلى الذبح لغير الله عند أضرحة
الأولياء مع أن نصوص الإسلام صريحة في منع الذبح لغير الله واعتباره شركًا أكبر
يخرج من الملة وصريحة في منع ذكر اسم غير الله على الذبائح وصريحة في تحريم أكل ما
ذبح على هذه النصب وجعله في عداد الموتى.
· ما أهل به لغير الله فهو حرام مطلقًا:
«حرم سبحانه ما ذبح لغير الله وما سمي عليه غير اسم الله وإن قصد به اللحم لا القربان فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من ذبح لغير الله ونهي عن ذبائح الجن وكانوا يذبحون للجن بل حرم الله ما لم يذكر عليه اسمه مطلقًا كما دل على ذلك الكتاب والسنة في غير موقع وقد قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ}[الكَوثَر: 2] أي انحر لربك وحده وكما قال تعالى: {قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ}[الأنعَام: 162] وقد قال إبراهيم وإسماعيل إذ يرفعان القواعد من البيت {وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَٰهِۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ١٢٧ رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةٗ مُّسۡلِمَةٗ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ١٢٨} [البَقَرَة: 127-128] فالمناسك هنا مشاعر الحج كلها كما قال الله تعالى: { لِّكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكًا هُمۡ نَاسِكُوهُۖ} [الحَجّ: 67] وقال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ} [الحَجّ: 34] وقال: {لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ} [الحَجّ: 37] وقال { وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ} [الحَجّ: 32] فالمقصود تقوي القلوب لله وهي عبادتها له وحده دون ما سواه بغاية العبودية له، والعبودية فيها غاية المحبة وغاية الذل والإخلاص وهذه