والخنزير بذاته منفر للطبع القويم ومع هذا فقد حرمه الله منذ ذلك الأمد
الطويل ليكشف علم الناس منذ قليل أن في لحمه ودمه أمعائه دودة شديدة الخطورة
«الدودة الشريطية وبويضاتها المتكيسة» ويقول الآن قوم أن وسائل الطهو الحديثة قد
تقدمت فلم تعد هذه الديدان وبويضاتها مصدر خطر لأن إبادتها مضمونة بالحرارة
العالية التي توفرها وسائل الطهو الحديثة وينسى هؤلاء الناس أن علمهم قد احتاج
قرون طويلة ليكشف آفة واحدة، فمن ذا الذي يجزم بأن ليس هناك آفات أخري في لحم
الخنزير لم يكشف بعد عنها أفلا تستحق الشريعة التي سبقت هذا العلم البشري بعشرات
القرون أن نثق بها وندع كلمة الفصل لها ونحرم ما حرمت ونحلل ما حللت وهو من لدن
حكيم خبير ([1]).
ويفصل بعض الباحثين الأمراض الناتجة عن أكل لحم الخنزير مضمنًا تفصيله لذلك
حقائق طبية فيقول: «وحرم الإسلام كذلك لحم الخنزير فوقي المسلمين شر الإصابة بدودة
لحمه».
يقول «بيتي ويدكسون» أن الأصابة بها تكاد تكون عامة في جهات خاصة من فرنسا
وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، ولكنها تكاد تكون نادرة الوجود في البلاد الشرقية
لتحريم دين أهلها لحم الخنزير ينقل لحم الخنزير أيضًا مرض «الترخينيا» للإنسان.
· ويكفي أن نذكر عن هذا المرض الحقائق التالية:
أولاً: لا يمكن للطبيب الأخصائي أن يذكر أن خنزيرًا غير مصابًا بهذه الديدان إلا إذا فحص كل جزء من عضلاته تحت المجهر وهذا غير ممكن لأنه إذا فعل ذلك نفد لحم الحيوان.
([1])في ظلال القرآن لسيد قطب ص(156) ج (1).