وقَالَ: ﴿وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ﴾ [الإنسان: 8]، فَهَذا عَلامَةُ الإِيمَانِ؛ أنَّ
الإِنسَانَ يُقدِّمُ مَالَه الّذِي يُحِبّه، يُقدِّمُه فِي طَاعَةِ اللهِ،
فَيُؤثِرُ رِضَا اللهِ عَلَى رِضَا نَفسِه، يُؤثِرُ حبَّ اللهِ عَلَى مَا تُحِبّه
نَفسُه.
قَولُه:
﴿ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ﴾:
الَيَتاَمى جَمعُ يَتِيمٍ، وهُو الصَّغِيرُ الّذِي لَيْسَ لَه أبٌ دُونَ
البُلُوغِ، مَن مَاتَ أبُوهُ وَهُو دُونَ البلُوغِ، فَهَذَا هُو اليَتِيمُ؛ لأنَّه
يَحتَاجُ إلَى الإِعَانَةِ؛ حَيثُ لاَ عَائِلَ لَه.
قَولُه: ﴿وَٱلۡمَسَٰكِينَ﴾: هُمُ الفُقَرَاءُ.
قَولُه:
﴿وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ﴾:
وَهُو المُسَافِرُ المُنقَطِعُ، الّذِي نَفَدَ زَادُه، وَلَيْسَ مَعَه مَا
يَبلُغُه، فيُعطَى مِن الزَّكاةِ وَمِن الصَّدَقَاتِ وَمِن التّبرُّعَاتِ قَدرَ
مَا يُوَصِّلُه إلَى غَرَضِه، أَو يُرجِعُه إلَى أَهلِه، هَذَا ابنُ السَّبِيلُ
المُسَافرِ المُنقَطِع.
قَولُه:
﴿وَٱلسَّآئِلِينَ﴾:
الّذِينَ يَسألُونَ النّاسَ، السَّائلُ لَه حَقٌّ ويُعطَى، لَه حَقٌّ عَلَيكَ.
قوله:
﴿وَفِي ٱلرِّقَابِ﴾: يُؤتَى المَالُ فِي الرِّقَابِ - يَعنِي: العِتقَ-،
يَعتِقُ الأَرِقّاءَ العَبِيدَ، يَعتِقُهُم للهِ، يَشتَرِيهِم وَيَعتِقُهم، أَو
يَكُونُونَ فِي مِلكِه، فَيَعتِقُهم للهِ عز وجل.
قَولُه:
﴿وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ﴾: أقَامَ الصَّلوَاتِ الخَمسَ فِي وَقتِها مَعَ
الجمَاعَةِ بِطُمَأنِينَةٍ، أقَامَ الصَّلاةَ قَانِتًا، وَالصَّلاةُ عَملٌ،
فَدَلَّ عَلَى أنَّ العمَلَ مِن الإِيمَانِ.
قَولُه:
﴿وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ﴾:
زَكاةُ المَالِ قَرِينَةُ الصَّلاةِ، فَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ هَذَا عَملٌ، وهُو مِن
الإِيمَانِ.