×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الجُعْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» ([1]).

****

 كلُّها أَعمَالٌ، وَهِي دَاخِلةٌ فِي الإِيمَانِ؛ لأنَّ اللهَ فسَّر المُؤمِنِين بِأنَّهم هُم الّذِين يَقُومُونَ بِهَذهِ الأَعمَالِ العَظِيمَةِ، وهَذا وَاضِحٌ أنَّ الأَعمَالَ مِن الإِيمَانِ، وَأنَّه لاَ إِيمَانَ بِدُونِ عَمَلٍ.

قَولُه: «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً»: وَالبِضعُ: هُو مَا بَيْن الثّلاَثةِ إلَى التِّسعَةِ عَلَى المشهُورِ، بِضعٌ وَسَبعُون أَو وَسِتُّونَ شُعبَة، فدلَّ هذَا عَلَى أنَّ الإِيمَانَ يَشمَلُ الأَعمَالَ الظَّاهِرةَ والبَاطِنةَ، بِضعٌ وَسِتّونَ شُعبَةً أَي خَصلَةً، أَعلاَهَا قَولُ لاَ إلَه إلاَّ اللهُ، وأَدنَاهَا إِمَاطةُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ، كمَا فِي الحَدِيثِ أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مَنَ الإِيمانِ» ([2])، فدلَّ عَلَى أنَّ القَولَ مِن الإِيمَانِ.

«أَعْلاَهَا شَهَادَةُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ»، وإمَاطةُ الأَذَى هَذَا عَملُ وَفِعلٌُ، فَدَلّ علَى أنَّ العمَلَ مِن الإِيمَانِ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (9).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (35) واللفظ له.