وَقَولُه:
«عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ
تَعْرِفْ»؛ لأنَّ بَعضَ النَّاسِ لاَ يُسلّمُ إلاَّ علَى مَن يَعرِفُ مِن
أصْدِقَائِه ومُحِبِّيهِ، أَو لِمَن يَرجُوهُ ويَتَملّقُه، وهَذَا لَيسَ مِن
خِصَالِ الإِيمَانِ، وَلاَ مِن شُعَبِ الإِيمَانِ، وَلاَ يَأتِي بِالفَائِدةِ،
إنَّما السَّلامُ عَلَى الجَمِيعِ عَلَى كلِّ مُسلِمٍ؛ كلِّ مَن لَقِيتَ، إذَا
لَقِيتَه، فَسَلّمْ عَلَيه، مِن حقُوقِ المُسلِمِ عَلَى المُسلِمِ إذَا لَقِيتَه،
فَسَلّمْ عَلَيه، سَوَاءً كنْتَ تَعرِفُه، أَو لاَ تَعرِفُه؛ تُسلِّمُ عَلَيه
لأنَّه مُسلِمٌ، وَلَيْسَ لأنَّكَ تَعرِفُه فَقَطْ، بَل لأنَّه مُسلِمٌ، فَهُوَ
شِعَارُ المُسلِمِين؛ «مَنْ عَرَفْتَ
وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ»، ابْدَؤُوا بِالسَّلامِ.
***
الصفحة 3 / 190