×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

بَابٌ: مِنَ الإِيمَانِ أَنْ يُحِبَّ لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ

****

 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ حُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» ([1]).

****

  كَذلِكَ مِن شُعَبِ الإِيمَانِ المحبَّةُ، المَحَبَّةُ تَكونُ لِمَن؟

تَكُونُ أوَّلاً: للهِ سبحانه وتعالى.

ثَانيًا: الرَّسُولِ.

ثَالِثًا: عُمُومِ المُسلِمِين تُحبُّهم؛ لأجْلِ الإِسلاَمِ، وَلأَجلِ الإِيمَانِ، لاَ مِن أَجلِ القَرَابَةِ، أَو مِن أَجلِ الصَّدَاقَةِ، أَو مِن أَجلِ أنَّه يُعطِيكَ شَيئًا مِن المَالِ، أَو مِن أَجلِ طَمعٍ دُنيَوِيّ، تُحبُّه لِذَلِك؟! لاَ؛ بَل تُحِبُّه لأنَّه مُؤمِنٌ مُسلمٌ، فتُحِبُّه للهِ وَفِي اللهِ، هَذَا مِن الإِيمَانِ، مِن شُعَبِ الإِيمَانِ المَحَبَّةُ، وَهِي مَيلُ القَلبِ، بِالنِّسبَةِ لِلإنْسَانِ هِي مَيلُ القَلبِ.

أمَّا المحَبَّةُ مِن اللهِ جل وعلا لعِبَادِه، فَهِي صِفةٌ تَلِيقُ بِجَلاَلِه سبحانه وتعالى كسَائِرِ صِفَاتِه، وَاللهُ يُحِبُّ المتَّقِينَ، يُحِبُّ المُحسِنِينَ، يُحِبُّ التوَّابِينَ وَالمُتَطهِّرِين؛ فَهِي مَحَبَّةٌ تَلِيقُ بِجَلالِه - كَسَائِرِ صِفَاتِه-، لَيْسَت كَمَحَبَّةِ المَخْلُوقِ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (13)، ومسلم رقم (45).