حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ
رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ح قال: وحَدَّثَنَا آدَمُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ
إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» ([1]).
****
أَصلاً،
وَمَحبَّتُه أَكثرُ مِن مَحبّةِ الوَالدِ وَالوَلدِ هَذَا مِن كَمَالِ الإِيمَانِ؛
لأنَّ بَعضَ النّاسِ يَقولُ: أنَا مَا أقدِّمُ عَلَى وَالِدِي وَوَلدِي أَحدٌ.
نَقولُ: هَذَا جَهلٌ، تُقدِّمُ عَلَى وَالدِك وَوَلدِك الرَّسولَ صلى الله عليه
وسلم؛ لأنَّه هُو الّذِي هَدَاك اللهُ بِه، أَخرَجَك مِن الظلُمَاتِ إلَى
النُّورِ.
فهُنَاك
فَرقٌ بَيْن «أَصلِ المَحَبّةِ وَكَمَالِ
المَحبّةِ»، أَصلُ المَحبّةِ: لا بُدَّ مِنه، وَهُو شَرطٌ فِي الإِيمَانِ،
وأمَّا كمَالُ المَحَبّةِ: فهَذا لاَ يَنَالُه إلاَّ أفرَادٌ مِن النّاسِ،
أَصلُ المَحبّةِ الآنَ لِكلِّ مُؤمنٍ، كلُّ مُؤمنٍ عِندَه مَحَبّةٌ لِلرَّسُولِ
صلى الله عليه وسلم، لَكنَّ كمَالَ المَحبّةِ أنْ يُقدِّم مَحَبتَه علَى مَحبّةِ
أَقرَبِ النّاسِ إِلَيهِ.
قَالَ
صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ»؛ يَعنِي: لاَ يَكمُلُ إِيمَانُه «حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ»، مَا
قَالَ: حتَّى يُحبَّنِي؛ لأنَّ الَذِي لاَ يُحبُّه كَافِرٌ، بَل قَالَ: «أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ»؛
زِيَادَةٌ عَلَى أَصلِ المَحبّةِ، تَنَبَّهُوا لِهَذَا.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (15).
الصفحة 4 / 190